هل اقترب الحلّ لعودة اللاجئين السوريّين؟
محاولة جديدة للوصول إلى الصيغة المناسبة في ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وهو الملف الشائك الذي يواجه عقبات دوليّة عدّة منذ فترة طويلة.
يُفيد رئيس معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدوليّة ناصر ياسين بأنّ “روسيا تحاول مجدداً العمل على تشجيع التقارب الدولي والعربي مع النظام السوري عبر بوابة اللاجئين ومسار عودتهم عبر تنظيمها مؤتمراً حول اللاجئين في دمشق في 11 و12 تشرين الثاني بعد محاولة أولى في تموز 2018 عندما أطلقت عبر وزارة الدفاع الروسي مبادرة لإعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم لم يكتب لها النجاح”.
وإذ يُشير إلى أنّ “حظوظ نجاح المحاولة الجديدة لا تبدو كبيرة وعلى الأرجح ستكون كمثيلتها السابقة وذلك للرفض الدولي للتقارب مع النظام السوري، لما يمكن أن يشكله التعاون والدعم الدوليين من ممرّ إلزامي لإعادة الإعمار وتمويل النهوض في سوريا بعد حوالي عقد من الحرب المدمرة”، يلفت ياسين إلى أنّ “النظام السوري يتعرّض، ومَن يدور في فلكه لضغوطات دولية، أكثر من الفترات الماضية مع استخدام الولايات المتحدة لقانون قيصر ووضع عدد من المسؤولين على لائحة العوقبات، وإطلاق محاكمات لضباط سوريين في ألمانيا شاركوا في جرائم تعذيب وكذلك التوجه الهولندي لمقاضاة سوريا أمام محكمة العدل الدولية لجرائم ضد الانسانية بموجب “اتفاقية مناهضة التعذيب”.
أمّا من جهة شروط العودة، فتُشير الأبحاث التي أجراها المعهد الى أنّ العوامل داخل سوريا هي التي ستحدد تحفيز وتفعيل العودة وليس الضغط من الدول المستضيفة للاجئين، وأهم هذه العوامل:
– الشعور بالأمان عند العودة وضمان عدم التعرض او الاعتقال
– العودة الى اماكن السكن الاصلية واعادة اعمار ما تهدم من منازل.
– الوضع الاقتصادي من ناحية وجود فرص للعمل وسبل العيش.
علماً أنّ هذه الشروط لا تزال غير موجودة بل بعضها تأزم مع الانهيار الاقتصادي والمالي في سوريا.
ويجزم ياسين بأنّ “مسار العودة لا يزال طويلاً وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح مسار سياسي حقيقي منصف للشعب السوري ينطلق من قرارات الامم المتحدة حول سوريا ويقارب بشكل جدّي ملف المعتقلين”.