الذكاء الاصطناعي: البيت الأبيض يحض شركات التكنولوجيا على حماية الجمهور من مخاطره
استدعي رؤساء شركات التكنولوجيا إلى البيت الأبيض يوم الخميس، وأُبلغوا بضرورة حماية الجمهور من مخاطر الذكاء الاصطناعي.
وأخبر ساندر بيتشاي من غوغل، وساتيا نادالا من ميكروسوفت، وسام ألتمان من أوبن إي آي، بأن عليهم واجب “أخلاقي” لحماية المجتمع.
وأوضح البيت الأبيض أنه قد ينظّم القطاع بشكل أكبر.
استحوذت منتجات الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها مؤخرا مثل “تشات جي بي تي” و”بارد” على مخيلة الجمهور.
فهي توفر للمستخدمين العاديين فرصة للتفاعل مع ما يُعرف بـ “الذكاء الاصطناعي التوليدي”، والذي يمكنه تلخيص المعلومات من مصادر متعددة في غضون ثوان، وتصحيح رموز الكمبيوتر، وكتابة العروض التقديمية، وحتى الشعر، وهذا يبدو معقولا كما لو كان من صنع الإنسان.
أثار طرحها جدلا متجددا حول دور الذكاء الاصطناعي في المجتمع، من خلال تقديم توضيح ملموس للمخاطر والمكافآت المحتملة للتكنولوجيا الجديدة.
وقد أُخبر المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا أن الأمر متروك للشركات “لضمان سلامة وأمن منتجاتها”، وتم تحذيرهم من أن الإدارة منفتحة على تقديم لوائح وتشريعات الجديدة لتغطية الذكاء الاصطناعي.
قال ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إي آي، الشركة التي تقف وراء “تشات جي بي تي”، للصحفيين إنه في ما يتعلق بالتنظيم، كان الرؤساء التنفيذيون “على نحو مفاجئ يفكرون بالطريقة نفسها فيما يتعلق بما يجب أن يحدث”.
ما المخاطر التي تشغل بال “عراب” الذكاء الاصطناعي؟
عائلة مايكل شوماخر تقاضي مجلة بسبب مقابلة بالذكاء الاصطناعي
وقالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في بيان عقب الاجتماع إن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تشكل خطرا على السلامة والخصوصية والحقوق المدنية، على الرغم من أن لديها أيضا القدرة على تحسين الحياة.
واعتبرت أن القطاع الخاص يتحمل “مسؤولية أخلاقية ومعنوية وقانونية لضمان سلامة وأمن منتجاته”.
وأعلن البيت الأبيض عن استثمار بقيمة 140 مليون دولار، من مؤسسة العلوم الوطنية لإطلاق سبعة معاهد بحثية جديدة للذكاء الاصطناعي.
كانت الدعوات إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي الناشئ بشكل أفضل تأتي كثيفة وسريعة، من قبل كل من السياسيين وقادة التكنولوجيا.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، استقال “عراب” الذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون، من وظيفته في غوغل، قائلا إنه نادم الآن على عمله.
وقال لبي بي سي إن بعض مخاطر روبوتات الدردشة الذكية “مخيفة للغاية”.
في مارس/آذار، دعت رسالة موقعة من إيلون ماسك ومؤسس شركة أبل ستيف وزنياك إلى وقف إطلاق هذه التقنية.
من جهتها، أوضحت رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان، يوم الأربعاء، وجهات نظرها حول كيف ولماذا يجب تنظيم الذكاء الاصطناعي.
ثمة مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل وظائف الأشخاص بسرعة، بالإضافة إلى مخاوف من أن برامج الدردشة مثل “تشات جي بي تي” و”بارد” يمكن أن تكون غير دقيقة وتؤدي إلى نشر معلومات مضللة.
وهناك أيضا مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد ينتهك قانون حقوق النشر. واستنساخ الصوت يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاحتيال. إذ يمكن أن تنشر مقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أخبارا كاذبة.
لماذا يعجز البشر عن فهم أسرار الذكاء الاصطناعي؟
كيف يمكن أن يغير “تشات جي بي تي” طرق البحث عن وظائف؟
وعلى الرغم من ذلك، رد المدافعون مثل بيل غيتس على الدعوات إلى “إيقاف” الذكاء الاصطناعي قائلين إن مثل هذه الخطوة لن “تحل التحديات” في المستقبل.
يقول غيتس إنه سيكون من الأفضل التركيز على أفضل السبل لاستخدام التطورات في الذكاء الاصطناعي.
ويعتقد آخرون أن هناك خطرا يتمثل في الإفراط في التنظيم، الأمر الذي من شأنه أن يمنح ميزة إستراتيجية لشركات التكنولوجيا في الصين.