لبنان

هل يتجه لبنان نحو المؤتمر الدولي؟

جاء في “المركزية”:

الفشل النيابي بانتخاب رئيس للجمهورية لا يزال السمة الوحيدة الحاكمة لاجتماعات الهيئة العامة للمجلس، حتى ليمكن القول بعد مضي شهر ونصف الشهر من الشغور ان لا ضوء بعد في النفق الذي تدحرجت اليه الامور مع انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون، فما رافق جلسة الفشل التاسعة من مواقف اعتراضية على استمرار هذا المسلسل وصولا الى حد اعتبار البعض ان هذا النوع من الكباش السياسي بات يدفع الى القرف ولا يعني بالضرورة الاستعداد للتنازل والاستجابة لمنطق التوافق، ذلك ان غالبية الاطراف ما زالت ثابتة في مربعات النكد والتعطيل وخطابها تصعيدي في كل الاتجاهات يهدد بالويل والثبور غير عابئ باحوال البلاد والعباد الكارثية. 

هذه المشهدية انسحبت على المهمة الحوارية التي كان يسعى اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لا بل هي تؤشر الى انها ستكون شائكة ومحفوفة بصعوبات كبيرة لو سلكت طريقها سيما وان بري اراد الاستثمار بهذه الفرصة لبلوغ حوار، شرطه الاساس ليكون منتجا ومجديا ويشكل معبرا للتوافق على انتخاب رئيس، هو صفاء النيات وصدق التوجه الى انهاء الشغور في سدة الرئاسة الاولى، الذي يبدو من المستحيلات في ظل الانقسام الحاد في التوجهات السياسية للاحزاب والمكونات اللبنانية. لذا كان لا بد من صرف النظر عن الحوار والاكتفاء بالدعوة مجددا الى جلسة انتخاب إضافية. 

رئيس حزب الوطنيين الاحرار وعضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يقول لـ”المركزية”: “بحسب الدستور لا يحق للمجلس النيابي الذي تحول الى هيئة ناخبة بعد انقضاء المهلة الملحوظة لانتخاب رئيس الجمهورية البحث في اي امر آخر حتى ولو كان للحوار. طبيعي مع انسداد الافق محليا ان يصار الى التحرك خارجيا وتحديدا من قبل الدول العربية وعلى رأسها قطر، واوروبيا من قبل باريس خصوصا التي نشطت على خطي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية حيث برزت عدة اسماء على هذا المسار يصار الى درسها جديا”. 

ويتابع: “المشكلة في هذا الملف تبقى عند الفريق الممانع وفي المقدمة حزب الله الذي لايزال متمسكا بخيار الورقة البيضاء ومراهنا في الوقت نفسه على تبدل المواقف الاقليمية علها تستجيب للتطلعات الايرانية. لذلك فان قضية ملء الشغور الرئاسي قد تأخذ ابعادا دولية ترجمتها غير مضمونة وانتظارها قد يمتد لآماد بعيدة. من هنا نحن مع مطالبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بمؤتمر دولي لحل الازمة اللبنانية لأن الحلول الترقيعية لم تعد تجدي نفعا بعد اتساع الخلاف بين المكونات اللبنانية وتحديدا مع حزب الله ليشمل كافة المقومات الحياتية والوطنية”. 

Related Articles