هل تفجّر العقوبات على باسيل الحكومة؟
جاء في “المركزية”:
استفاق اللبنانيون اليوم على نبأ آت من الولايات المتحدة الاميركية، لا يتعلّق بالانتخابات الرئاسية المحتدمة ونتائجها، بل يعنيهم مباشرة، اذ يندرج في سياق العقوبات التي واظبت واشنطن في الآونة الاخيرة على فرضها على شخصيات لبنانية، تقدّم الدعم، في شكل او في آخر، لحزب الله.
هذه المرة، الاسم المستهدف من الصف الاول: جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر. بعد العقوبات النوعية التي فرضت منذ اسابيع على كل من الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل، في رسالة غير مباشرة الى تيار المردة وحركة امل – حليفي الحزب – يبدو ان الادارة الترامبية قررت تسديد ضربة قوية الى حليف الضاحية المسيحي الاقوى، أي التيار الوطني الحر، تستهدف رأسه بالمباشر، باسيل، في خطوة يمكن ان تعتبر رسالة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”… اكثر من مرة في الاشهر الماضية، حكي عن عقوبات ستفرض على باسيل، غير انها لم تأت.
لكن على الارجح، واذا صدقت معلومات صحيفة “وول ستريت جورنال” الاميركية، ستُفرض عصر اليوم بتوقيت بيروت، “في محاولة لتخفيف قبضة الحزب على السلطة”، على حد تعبيرها. وقال مسؤول أميركي وشخص آخر مطلع على الخطة للصحيفة، إن الولايات المتحدة تستعد لمعاقبة وزير الخارجية السابق جبران باسيل، الذي وصفته بـ”الحليف القوي”، لمساعدته حليفه الرئيسي، حزب الله الموالي لإيران. وقد وافق على القرار من حيث المبدأ وزير الخزانة ستيفن منوتشن، ووزير الخارجية مايك بومبيو الذي يتوقع ان يكشف النقاب عن العقوبات، قبل ظهر الجمعة (بتوقيت واشنطن)، بحسب قول أحد الشخصين. وقال شخص مطلع على قرار العقوبات المرتقب لوول ستريت جورنال إن إدراج باسيل على القائمة السوداء من شأنه أن “يفجّر تشكيل الحكومة”.
من هنا، تسأل المصادر عن توقيت القرار الاميركي والهدف منه. فهل من شأنه تسهيل ولادة الحكومة، على اعتبار ان شروط باسيل- ولا سيما منها التمسك بوزارة الطاقة وبتسمية الوزراء المسيحيين (بالتنسيق مع رئيس الجمهورية طبعا)- هي التي تعقّد اليوم مسار التشكيل؟ ام ان خطوة كهذه ستزيد الامور تعقيدا، اذا قرر حزب الله مثلا، الوقوف الى جانب ما يريده حليفه حكوميا، كونه دفع غاليا ثمن وقوفه الى جانب الضاحية في السنوات الماضية، ولا يزال؟
في الصورة الاوسع، تتوقف المصادر ايضا عند المواقف عالية السقف التي اطلقها م
نذ ساعات وزير الأمن الاسرائيلي بيني غانتس من حزب الله ولبنان. فقد اظهر خريطة لنشر الصواريخ في الحيز المدني في جميع أنحاء لبنان وقال “هذه ليست محاكاة، هذا هو الواقع في لبنان، حزب اللّه ينتهك القانون الدولي ويخفي أسلحة في مناطق مدنية مأهولة كان من المفترض أن تكون منزوعة السلاح، وفي بعض الحالات داخل منازل مدنية. إذا اضطررنا للهجوم في لبنان، فسيحدث ذلك في هذه النقاط الساخنة المدنية وبتكلفة باهظة”. ودعا غانتس إلى إرسال رسالة إلى الحكومات الأوروبية التي على اتصال بلبنان مفادها “يجب أن تتحمل الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها في لبنان مسؤوليتها وردع حزب الله من أجل مصلحته ومصلحة مواطنيه”.
فهذا الكلام اذا أضيف الى العقوبات المفترضة، سيتبين لنا ان سياسة الضغوط القصوى على ايران، وخنق أذرعها في المنطقة، وحلفائهم، وكل من يساعدهم سياسيا او ماليا او اقتصاديا، مستمرة، حتى ولو خرج الرئيس الجمهوري دونالد ترامب من البيت الابيض، ودخله الديموقراطي جو بايدن. فأمن الكيان العبري اولوية اميركية، ولأجله يهون ويجوز كلّ شيء… تختم المصادر.