هذا ما حملته “الضيفة الفرنسية” الى لبنان
لم يخرج كلام وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال محدثاتها مع المسؤولين اللبنانيين عن سياق مواقف المسؤولين الدوليين بشأن بذل المساعي لإنتخاب رئيس جديد للبلاد والخشية من الشغور الرئاسي. ولا يمكن حصر زيارة المسؤولة الفرنسية إلى بيروت بملف محدد لا سيما أن بلادها مطلعة على سير الأوضاع في لبنان من الترسيم الحدود البحرية الجنوبية إلى الحركة الرئاسية ومحاولات تشكيل الحكومة، لكن الأولوية الراهنة كما هو ظاهر تتركز على موضوع الترسيم بإعتباره منجز فضلا عن دخول شركة توتال الفرنسية في موضوع الحفر والأعمال المتصلة بهذا الشق.
لم تحمل الوزيرة كولونا أية أفكار تتصل بالإستحقاق الرئاسي، وفي الأصل ليست مكلفة بالأمر، لكنها لم تتردد في التأكيد أن أي فراغ من شأنه إضعاف الموقف اللبناني في إدارة عمليات التفاوض لحل ازماته ومعالجة الملفات الضرورية.
وتفيد مصادر سياسية مطلعة لوكالة “أخبار اليوم” أن الأهتمام الفرنسي بقضايا لبنان – ولا سيما تلك السياسية منها – تقلص في الفترة الأخيرة، إنما ذلك لا يعني انه تلاشى، مشيرة إلى أنه من المتعارف عليه ان هناك مسائل لبنانية تدرك فرنسا أنها لا تحل بين ليلة وضحاها وإن ما اسدي في السابق من نصائح لم يُعمل به.
وترى هذه المصادر أن البيان الاميركي – الفرنسي – السعودي الأخير (الصادر في 22 ايلول الفائت) هو خارطة طريق، وبالتالي لا يمكن اضافة أي شيء جديد عليه، وبالتالي من غير المتوقع أن تتبدل النقاط الواردة فيه بأستثناء تكرار الموقف من إجراء الاستحقاق الرئاسي وتطبيق القرارات الدولية، معربة عن اعتقادها ان فرنسا وفي حال بروز تفاصيل جديدة تنسق خطواتها مع الدول المعنية اذا قررت إطلاق مبادرة معينة تجاه لبنان، لكن حتى الساعة لم تتظهر معالم محددة في هذا الاتجاه.
وتشير إلى أن هناك ملفات أخرى قيد المتابعة الفرنسية من الاستقرار إلى الإصلاحات إلى النازحين السوريين والمساعدات على اختلافها، وهذه تشكل محور استفسار دائم.
ولكن ماذا عن الضغط الفرنسي لانتخاب الرئيس العتبد؟ تقول هذه المصادر: الأمر متوقع في حينه، وهنا يمكن رصد زيارة موفدين أو اتصالات، لكن هذا الضغط محدد بسقف التفاهم الداخلي قبل أي أمر آخر، كما لا يمكن لفرنسا القفز فوق الدستور اللبناني في عملية الانتخاب.
من الواضح أن ملف الرئاسة لم يصل بعد إلى مرحلة متقدمة من المتابعة الدولية الدؤوبة، لكن مع مرور الوقت ستطلق التحذيرات من تداعيات الشغور الرئاسي.