تيمور جنبلاط رعى حفل توقيع كتاب الدكتورة نغم أبو شقرا
رعى رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط ممثلًا بمدير المكتبة الوطنية في بعقلين غازي صعب، توقيع الدكتورة نغم أبو شقرا إصدارها الجديد، الذي يحمل عنوان “تركيا بين الإرث الثقيل والواقع المتمرد”، في حفل أقيم في المكتبة الوطنية- بعقلين، تحدث فيه كل من عميد كلية السياحة في الجامعة اللبنانية سابقا الدكتور كمال حماد، والدكتورة كولشان يوسف صغلام.
حضر حفل التوقيع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى ممثلا برئيس اللجنة المالية في المجلس المذهبي الدكتور عماد الغصيني، معتمد الشوف الأعلى، المعتمدية الأولى في الحزب التقدمي الإشتراكي المهندس سلام عبد الصمد، رؤساء وممثلو جمعيات وأندية، وجوه قضائية، أمنية، ثقافية وتربوية، وفاعليات وجمع من أهل الفكر والمهتمين ومن أهالي بلدة عماطور.
إستهل الحفل بالنشيد الوطني، تلاه ترحيب وتعريف من الإعلامية داليا مزهر التي تولت إدارة الندوة، فرأت أن “الكاتبة عرفت كيف تنتقل من عالم الواقع في بقعة جغرافية محددة إلى فضاء عالمي رحب، وإجتازت عالم الدول والدويلات وإستراتيجياتها السياسية بتمرد وقوة وذكاء حاد ينم عن ثقافة وعمق وتحليل، ورغبة في تحقيق التغيير”.
وفي تقرير أعدته عن الكتاب، باركت الدكتورة كولشان يوسف صغلام للدكتورة أبو شقرا صدور كتابها الجديد، مؤكدة أنها “قد شكلت مثالا للمرأة الرائدة والقادرة على الدخول في الميادين كافة”.
وتابعت مداخلتها التي قسمتها إلى قسمين بالتركيز على نقطتين أساسيتين: “الأولى، التعليق الأكاديمي وتضمن أهمية الكتاب من حيث مضمونه وموضوعه، فهو يشكل قيمة فكرية وعلمية وسياسية ويسهم في إغناء المكتبات، ومرجع جديد يضاف إلى المراجع العلمية الموجودة، أما في معالجتها للكتاب فقد تميزت الدكتورة أبو شقرا بالدقة والصدق والموضوعية في إستخدام الكلمات بصورة تعكس ما تريد قوله وإيصاله، وبإعتماد أسلوب البساطة والوضوح في تقديم الأفكار التي تمكن القارىء من التمييز بين كلام الكاتبة والمعلومات المقتبسة، والنقطة الثانية، الأحزاب التركية والمرور بالمراحل الأساسية الثلاث (مرحلة السلطنة العثمانية، مرحلة مصطفى كمال أتاتورك، وتأسيس الجمهورية التركية) مع التركيز على وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، ومساهمته في النهضة الإقتصادية والفكرية”، متطرقة إلى أسباب الإنتقادات السياسية له.
بدوره تحدث الدكتور حماد، فأشار إلى أن كتاب الدكتورة نغم أبو شقرا “تركيا بين الإرث الثقيل والواقع المتمرد”: موضوع الساعة، وآني، حتى أنك ترى الأحداث الجارية الآن في المنطقة وكأنها امتداد لما تقرأه في صفحات الكتاب، وهذا يعني بعد نظر الكاتبة وصدق تحليلها القائم على القراءة الدقيقة للأحداث والمتابعة اليومية”.
ثم قدم سردا عن تاريخ تركيا الحديثة، وريثة السلطنة العثمانية، والتي كان لها حضور إقليمي وعالمي مميز وفاعل لمدة تناهز الستة قرون وبالتحديد من 27 تموز 1299 إلى 23 تشرين الأول 1923، وقد بلغت ذروة مجدها في القرنين السادس عشر والسابع عشر، فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من أوروبا، آسيا وأفريقيا حتى وصل عدد الولايات إلى 29 ولاية، فهذا التاريخ الذي تتكئ عليه تركيا إلى جانب مقومات إقتصادية ومالية وبشرية وعسكرية، وموقع استراتيجي مميز بين قارات العالم القديم وقربها من مناطق المصالح الحيوية والإستراتيجية العالمية أدى إلى زيادة درجة الإهتمام الإستراتيجي للقوى العظمى والدول الكبرى بها، فهي تحرص على أن يكون لها علاقات إستراتيجية وعسكرية وأمنية مع تركيا، وتعاون في إدارة الأزمات الدولية والإقليمية. كما أسهم إنهيار الإتحاد السوفياتي من جهة، والإنقسام العربي وغياب التنسيق والتعاون وتعطيل آليات ومؤسسات العمل العربي المشترك في نشوء حالة من الفراغ وإنسداد الأفق، الأمر الذي أتاح المجال لبروز قوى إقليمية مثل إيران وتركيا تلعب دورا محوريا في الشرق الأوسط”.
وختم “كتاب “تركيا بين الإرث الثقيل والواقع المتمرد” يجمع بين التاريخ والجغرافيا والحضارة والعلاقات الدولية مرورا بالإقتصاد والتجارة والديموغرافيا للمجتمع التركي…”، متمنيا للكاتبة إنتاج المزيد من الكتب القيمة “التي ستغني المكتبات العربية وستكون زادا للمعرفة ومرجعا للطلاب والأكاديميين المهتمين بهذه المواضيع”.
من جهتها، أوضحت الكاتبة الدكتورة نغم أبو شقرا سبب تناولها للموضوع التركي، “ألا وهو دور تركيا الفاعل في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا والبلقان والقوقاز، بالإضافة إلى أن تركيا تمتلك قوة عسكرية وإقتصادية مميزة جعلا منها قوة إقليمية ودولية صناعية لا يستهان بها، كما أن موقعها الجغرافي أعطاها أهمية جيوسياسية وإستراتيجية على مر التاريخ”.
وأردفت: “ومن الأسباب التي دفعتني إلى إنتقاء هذا الموضوع هو سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتمد سياسة إستعادة أمجاد الدولة العثمانية، فهو اليوم يتخلى عن المقاربة التقليدية التي إعتمدتها تركيا في سياستها الخارجية القائمة على التوجه نحو الغرب، وتكريس جوانبها الديبلوماسية لتوطيد العلاقات مع الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بهدف الإنضمام إلى الإتحاد، فتحولت نحو شق مسار جديد لها في الشرق الأوسط، وذلك بالتوجه نحو العالمين العربي والإسلامي”.
وتناولت في كلمتها أيضا محاولة تركيا نسج علاقات ودية مع الخليج العربي ومصر، كما عززت علاقاتها مع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهي التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران، لا سيما من الناحيتين الإقتصادية والتجارية، فضلا عن التواصل الدائم في ما خص الشأن السوري، وبالنظر إلى العلاقات الأميركية- التركية فهي علاقات صداقة وتحالف.”
وفي ختام كلمتها، شكرت الكاتبة كل من أتاها مباركا، وأيضا الدكتورة كولشان يوسف صغلام، والعميد الدكتور كمال حماد، وزوجها الرائد عمر أبو شقرا، وعائلتها وأصدقاءها وأقاربها على دعمهم وإهتمامهم، كما تقدمت بالشكر من زميلتها في التعليم العالي الإعلامية الدكتورة داليا مزهر على إدارة الندوة.
إشارة إلى أن كتاب “تركيا بين الإرث الثقيل والواقع المتمرد”، قدم هدية إلى الجمهور في ختام الحفل.