لبنان

نائبا صيدا وجلسة انتخاب الرئيس… أيّ قرار اليوم؟

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

يحبس الصيداويون أنفاسهم وأنظارهم شاخصة اليوم الى قبة البرلمان، بعدما دعا رئيس المجلس نبيه بري الى عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، خلفاً للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في آواخر تشرين الأول القادم. ورغم تضاؤل الآمال بانجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي من الجلسة الاولى، الا ان ابناء المدينة يجمعون على اعتبارها خطوة هامة في الاتجاه الصحيح، لمنع الشغور من جهة، وتحميل النواب، وخاصة المنضوين في كتل، مسؤولياتهم من جهة أخرى.

نيابياً، حسم نائبا صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور اسامة سعد قرارهما بالمشاركة في الجلسة (ومعهما نائب جزين شربل مسعد)، لكنهما لم يحدّدا بعد اسم المرشح الذي سيصوّتان له بانتظار المزيد من المشاورات ومعرفة الاسماء المطروحة، فيما تؤكد مصادر مقربة منهما لـ»نداء الوطن»، ان مشاركتهما تأتي في إطار الواجب الوطني الذي لا يمكن التخلف عنه، وهما حريصان على القيام بواجبهما بخاصة في ظل ما يعيشه لبنان من ازمات اقتصادية ومعيشية، غير ان التصويت لأي مرشح يرتبط بمن يحمل مشروعاً انقاذياً ويعيد بناء الدولة، وهما سيمارسان حقهما باللعبة الديمقراطية، سيما وانهما ليسا في اطار أي كتلة برلمانية للإلتزام بقرارها.

ويؤكد البزري لـ”نداء الوطن»: «سنشارك في الجلسة وكنا من الداعين الى اعطاء انتخاب رئيس الجمهورية الاولوية في اطار المهل الدستورية، والرئيس بري دعا الى الجلسة الاولى ضمن مواقيتها، ونحن سنلبي الدعوة ولن نقاطع لانه من واجبنا كنواب انتخاب الرئيس.

بالمقابل، لم يخفِ البزري ان قرار التصويت لأي مرشح لم يحسم بعد، «لدى الطائفة المارونية الكريمة الكثير من الاسماء المرموقة، ونحن سننتخب رئيساً يكون له دور اساسي في اعادة بناء الدولة التي تنهار تدريجياً، ويقوم باصلاحات حقيقية ويوقف الهدر والفساد، ويحافظ على اتفاق الطائف، ويعيد اللحمة الى كل اللبنانيين، لاننا بحاجة ماسة الى تضافر الجهود من اجل الانطلاق بورشة وقف الانهيار”.

شعبياً، تتفاوت آراء الشارع الصيداوي حول الجلسة والتصويت، يتوقع ابناء المدينة ان تشارك كل الكتل البرلمانية وغالبية النواب، على قاعدة «لا أحد يستطيع ان يتحمل مسؤوليات المقاطعة او الشغور الرئاسي او تداعياته على الواقع الاجتماعي»، غير انهم «لا يعلقون آمالاً كثيرة على انجاز العملية الانتخابية من الجلسة الاولى نظراً لعدم التوافق على اسم مرشح.

ويقول «أبو علي» حبال لـ”نداء الوطن»، وهو ينتظر سيارة تاكسي للعودة الى منزله بعد شراء احتياجاته من سوق الخضار: «انتخاب الرئيس دونه عراقيل كثيرة، لا توافق محلياً أو دولياً حتى الآن، وباعتقادي فان الجلسة هي «جس نبض» لجهة تأمين النصاب او مشاركة الكتل او حثها على اختيار مرشحها»، مشدداً: «نتمنى انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد لوضع حد للانهيار الذي نعيشه، لانه في هذا العهد وصلنا الى الدرك الاسفل واصبح غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر المدقع”.

في شارع رياض الصلح الرئيسي وسط المدينة، ينتشر الصرافون غير الشرعيين على أرصفته يميناً ويساراً، ينادون على سعر الصرف في السوق السوداء، إرتفع فجأة بعد انخفاض ملحوظ، يقرأ أحدهم انه نتيجة الخلاف السياسي الحاد ومنه عدم التوافق على انتخاب رئيس حتى الآن، قبل ان يكون مرتبطاً بالعرض والطلب، بينما لا يبالي «أبو محمود» الاخضر كثيراً وهو ينتظر دوره في طابور امام ماكينة الصراف الآلي لسحب «الكوتا» الشهرية، يقول لـ»نداء الوطن»: «ما يهمنا ان تنتهي طوابير الاذلال وينتعش الاقتصاد وتعود الثقة بالمصارف، اما انتخاب الرئيس من عدمه سيان»، متسائلاً: «ماذا سيفعل الرئيس في معالجة الازمات الخانقة اذا لم يكن لكل اللبنانيين وحَكماً عادلاً بينهم”.

ويتمنى الصيداويون ان تكون جلسة انتخاب الرئيس بداية لنهاية الازمات التي فتكت بهم منذ ثلاث سنوات بلا رحمة، وحولت غالبيتهم الى عاطلين عن العمل او طالبي هجرة او تحت خطر الفقر المدقع، ويقول راسم النقوزي: «ما دام هناك خلاف فالبلد يسير نحو الهاوية ولن ينجو منه أحد، نتمنى ان ننام ونستيقظ وينتخب رئيس جديد كي يضع حدّاً للانهيار المخفيف، ولكن للاسف المؤشرات الى الآن تدل على الفراغ الرئاسي”.

مقالات ذات صلة