لبنان

سجعان قزي: الدولة اللبنانية تفتقد رجلاً كبشير الجميل

ألقى الوزير السابق سجعان قزي أمس محاضرة في أكاديمية بشير الجميّل في جامعة الروح القدس – الكسليك، تمحورت المحاضرة حول سيرة الرئيس الشهيد ومسيرته النضالية، وربطت بين عظمة مرحلة الشيخ بشير وانحطاط المرحلة الحالية. لفت قزي إلى “أنها المرة الأولى يأتي طلاب لسماعِ محاضرةٍ تخصّصيّة عن شخصية لبنانية في إطار أكّاديميّ”.

وأشار إلى أنَّ “هذه المحاضرات ليست مشروعَ ترويجٍ لبشير الجميل. إنها محاولةٌ لتعريفِ الأجيالِ اللبنانية الجديدة على شخصيّة بشير الجميل وفكرِه وقضيّتِه ومسيرتِه ومواقفِه ودوره في الدفاع عن لبنان لتحافظ هذه الأجيال على الأمل في زمن اليأس”.

وقال قزي “إن الخيبات الوطنية التي عاشها بشير الجميل في ستينات القرن الماضي وسبعيناته حوّلته صاحب قضية قبل دخوله العمل السياسي لأن التحديات كانت تستدعي تحضير القدرات النضالية لا الانتخابات البلدية أو النيابية. فيما كان الآخرون في عالم آخر. ووجد بشير نفسه أمام وقفة ضمير وَجّهته نحو دور وطني ورسولي، إذ عوض أن يبحث بشير الجميل عن شعبيةٍ راح يبحث عن تأمين مصير شعب وطن”.

وقال قزي “سنة 1975 وجد بشير الجميّل العاصمة بيروت محاصرة عمليًّا من جهاتها الأربع بالمخيمات الفلسطينية، بل بالمعسكرات الفلسطينية منذ نحو ثلاثين سنة من دون أن تتحرك الدولة لفك الحصار عنها بوسائل سلمية وسياسية. لقد كان سكان بيروت وضواحيها يعيشون فوق مجموعة قنابل موقوتة من دون أن يجرؤ مسؤول على معالجة الوضع بسبب الانقسام الطائفي والعقائدي حيال الموضوع الفلسطيني”.

وأضاف قزي إلى “أن الشيخ بشير قرر رفع التحدي ومنع محاولة إنشاء دولة فلسطينية بديلة. ولذلك تولّى قيادة منطقة الأشرفية، قلب العاصمة المناضلة. وهكذا لم يكن قرار حزب الكتائب بتعيين بشير مسؤولًا في الأشرفية هدية له، بل مسؤولية نضالية انتهت باستشهاده في بيت كتائب الأشرفية”.

وشرح الوزير قزي عناصر القضية اللبنانية التي كرّس بشير الجميّل حياته في سبيلها، ولخّصها بما يلي:

1. “الحفاظ على الكيان اللبناني. فهذا الكيان هو ثمرة نضال عصور طويلة. وهو أول كيان ينشأ في الشرق ليضمن وجودًا آمنًا وحرًّا للمسيحيين، خلافًا لوضع المسيحيين في دول الشرق الأوسط حيث أمنهم مرتبط بولائهم للنظام.

2. بناء دولة ديمقراطية ميثاقية تؤمّن التعايش الحضاري بين المسيحيّين والمسلمين والدروز في ظل ولاء مطلق للبنان، فيبنون معًا دولةً عصرية ويلعبون معًا دورًا رائدًا في نهضة الشرق.

3. الحفاظ على الحريات الفردية والجماعية واتّباع نمط حياة بعيدًا عن الترف والفروقات الاجتماعية. ففلسفة القضية اللبنانية هي تماثل حرية الإنسان بحرية الشخص في إطار الأخوّة والمساواة وتكافؤ الفرص.

4. بناء مجتمع حضاري وواع وسلمي ومتحفز للدفاع عن الوطن والدولة والحدود بوجه أي كان من خلال جيش شعبي قوي.

5. بناء اقتصاد يتوافق مع واقع لبنان وحاجات شعبه ويضمن البحبوحة وحدًّا من الاكتفاء الذاتي في الظروف الصعبة.

6. إنشاء شبكة علاقات عربية ودولية من خلال ديبلوماسية ناشطة تُفعّل دور لبنان في محيطه والعالم وتتحاشى الوقوع في مشاريع الحمايات وصراعات الآخرين”.

وقال قزي “إن بشير الجميل “اعتبر القضية اللبنانية مرتكز الوجود اللبناني وبدونها تفقد الدولة اللبنانية بعدها التاريخي وجوهرها الفلسفي. لذلك، ربطَ بشير القضية بالقدرة على حمايتها، وربط حمايتها بالقدرة على امتلاك أدوات الحماية الموجودة في الدولة. فقرر السير نحو حكم الدولة. لكن بشير لم يكن مشروع سلطه بل مشروع حكم، لم يكن مشروع هيمنه بل مشروع هيبة للدولة لم يكن يهمه المناصب بقدر ما يهمه المنصب في خدمه المشروع”.

وختم قزي محاضرته قائلا: “بدأنا مقاومتنا مع بشير الجميّل ضد تجاوزات مسلحين فاكتشفنا أننا ضد دولة فلسطينية بديلة وضد نظام يساري بديل، وضد الاتحاد السوفياتي، وضد سوريا، وغالبية العالم العربي ومن دون أي حليف… وبدأت معركتنا بالدفاع عن أحياء ثم عن منطقة ثم عن شعب ثم عن وطن. ولا حلّ إلا بالعودة إلى روح بشير الجميّل ومشروعه”.

mtv

مقالات ذات صلة