منوعات

تريد الدراسة في فرنسا؟… اليك هذه المعلومات

يعتبر أحمد أن مواصلة دراسته الجامعية في فرنسا أضافت له الكثير من المعارف العلمية وعمقت تجربته الإنسانية، وأكسبته المهارات المعرفية التي يطلبها سوق العمل في فرنسا.

يقول الشاب العشريني (26 عاما) للجزيرة نت “قمت بكل الإجراءات الإدارية عن طريق كومبيس دو فرونس (Campus de France) في المغرب، ولم أجد أي صعوبة لأن الإجراءات كانت سلسة، وفي ظرف سنة وجدتني في فرنسا”.

ويواصل أحمد دراسة الماجستير في اختصاص الهندسة الميكانيكية بجامعة باريس الشرقية كريتيل، المعروفة باسم “إيباك ” (UPEC)، بعد أن كان أنهى دراسته لنفس الاختصاص في جامعة فاس بالمغرب.

حركة طلابية لافتة
وأحمد واحد من 44 ألفا و933 طالبا مغربيا يواصلون دراستهم في باريس، ومن بين 365 ألف طالب أجنبي يدرسون في فرنسا في العام الدراسي 2020-2021، بحسب آخر إحصاءات نشرها “كومبيس دو فرونس” (Campus de France)، وهو مركز لتقديم المعلومات عن الدراسة في فرنسا، يساعد الطلاب الأجانب على تحديد مشروعهم الدراسي وتمهيد دراستهم في

 

واحتل الاتحاد الأوروبي المرتبة الأولى عالميا كوجهة مفضلة للدراسة، وعلى مستوى البلدان احتلت فرنسا المرتبة السابعة عالميا.

وجهة مفضلة للأجانب
وبعد انخفاض بنسبة 17% عام 2020 جراء أزمة كورونا، ارتفع عدد الطلاب الأجانب في فرنسا وانتعش بنسبة 25% عام 2021، وفق الأرقام التي حصلت عليها الجزيرة نت من “كومبيس دو فرونس”.

وفي العام الدراسي 2020-2021، بلغ العدد الإجمالي للطلاب الأجانب في فرنسا 365 ألفا، أي بزيادة 18% عما كان قبل 5 سنوات. وخلال الـ20 عاما الماضية، ارتفعت نسبة الطلاب الأجانب في فرنسا حوالي 70%.

وتعدّ المدارس العليا للتجارة وإدارة الأعمال وكليات الهندسة هي الأكثر جذبا للطلاب الأجانب بنسبة 66%.

ويحتلّ الطلبة الأجانب 13% من إجمالي الطلاب المسجلين في التعليم العالي، بينما تحتل فرنسا المرتبة الثالثة عالميا في طلبة الدكتوراه بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث ترتفع النسبة إلى 40% من مجموع الطلاب في فرنسا، وفق نفس المصدر.

وتستقبل الجامعات الفرنسية 75% من الطلاب الدوليين الذين يختارون فرنسا لمتابعة دراستهم بعد الثانوية.

ويمكن لأي شخص لديه شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها التسجيل في السنة الأولى في جميع الاختصاصات، مثل الطب واللغات والعلوم والأدب والفنون والعلوم الإنسانية والرياضة. ولا يوجد تمييز بين الطلاب الفرنسيين والأجانب في شروط القبول والمباريات (التنافس على المقاعد الجامعية).

 

ويحتل الطلاب العرب المرتبة الأولى في نسبة الطلاب الأجانب في فرنسا، حيث أظهرت أرقام وإحصاءات “كومبيس دو فرونس” لعام 2020-2021 أن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط تحتل نسبة 29% من الطلاب الأجانب في فرنسا، وعددهم 29 ألفا و650 طالبا، متقدمة على الطلبة الأوروبيين الذين جاؤوا في المرتبة الثانية بنسبة 24%.

وأما أكثر الجنسيات تمثيلا فهي: الجنسية المغربية (44 ألفا و933 طالبا)، ثم الجزائرية (29 ألفا و333 طالبا)، ثم الصينية (27 ألفا و950 طالبا)، ثم الإيطالية (16 ألفا و482 طالبا)، ثم السنغالية (14 ألفا و566 طالبا)، وتأتي تونس في المرتبة السادسة (13 ألفا و152 طالبا).

وقد استفاد ما يقرب من 7700 طالب ومتدرب أجنبي من منحة دراسية من الحكومة الفرنسية العام الدراسي الماضي، وفق نفس الإحصاءات.

تكاليف الدراسة
وتدعم السلطات الفرنسية نسبة كبيرة من التكلفة الفعلية للتعليم العالي التي تقدر بحوالي 14 ألف يورو لكل طالب في السنة، ولا يوجد تمييز بين الطلاب الدوليين والطلاب الفرنسيين.

ويتم تنظيم شهادات ما بعد المرحلة الثانوية استنادا إلى الهيكل الأوروبي للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه من قبل الحكومة، مما يضمن الاعتراف الدولي بالشهادات التي يحصل عليها الطالب.

أما بالنسبة لتكاليف السنة الدراسية، فالطلبة الأجانب كانوا يدفعون نفس الرسوم التي يدفعها الفرنسيون، لكن منذ بداية العام الدراسي 2019-2020 رفعت الدولة الفرنسية تكاليف الدراسة على الطلبة الأجانب لتبلغ 2770 يوروا في السنة لدرجة الليسانس (البكالوريوس)، و3770 يوروا لدرجة الماجستير، و380 يوروا للدكتوراه. و9 آلاف يورو تقريبا في الجامعات الخاصة.

وخلق هذا الوضع الجديد اضطرابا لبعض الطلبة خاصة الذين لا يتمتعون بمنحة أو قرض دراسي، على غرار الطالب روميرو الذي يدرس الفلسفة في جامعة باريس 8، واشتكى من الرسوم المرتفعة واعترف أنها سببت له مشاكل مادية كثيرة، واعتبرها مرتفعة ومتناقضة.

وقال الطالب القادم من الكاميرون للجزيرة نت “أكثر ما يقلق في رفع الرسوم هو أنه أتى في عام الجائحة، في الوقت الذي تقول فيه الحكومة الفرنسية إنها تقدم المساعدات للطلاب، وفي الوقت الذي ما عاد فيه الطالب قادرا على العمل ومساعدة نفسه على مجابهة مصاريف الدراسة والحياة”.

سمعة عالمية
وفي دراسة سابقة، أدرج ترتيب شركة التصنيفات الجامعية البريطانية العالمية “كيو إس” (QS)، باريس في خانة أحسن وجهة للطلبة الأجانب في العالم، استنادا إلى أداء المؤسسات الباريسية وقدرتها على إدماج خرّيجيها.

وفي التصنيف الأخير لـ”تايمز هاير إيديوكيشن” (Times Higher Education) المعروف لعام 2022، صنفت 40 جامعة فرنسية ضمن أفضل جامعات العالم. واحتلت جامعة باريس للعلوم والآداب المرتبة 40 عالميا، بينما جاءت جامعة السوربون في المرتبة 88 عالميا، واحتلت جامعة العلوم التطبيقية المعروفة باسم “بوليتكنيك” المرتبة 91 عالميا.

وعلى مستوى الدراسات العلمية المتخصصة والبرامج المتطورة، أظهرت بيانات مركز”إيراسموس” (Erasmus) المتخصص للعام الدراسي 2019-2020، أن فرنسا أصبحت ثاني أكثر دولة يختارها طلاب البرامج المتخصصة، متجاوزة ألمانيا والمملكة المتحدة.

مؤسسات بحثية متطورة
وتحتل فرنسا المرتبة السادسة في العالم من حيث الإنفاق المحلي على البحث والتطوير. وعلى سبيل المثال، يعد المركز الوطني للبحوث العلمية (CNRS) في فرنسا، منظمة الأبحاث الرائدة في العالم، حيث منحت 13 ميدالية من بين 55 ميدالية فيلدز (ما يعادل جائزة نوبل للرياضيات) لخريجي هذا المركز.

وتتميز عاصمة الأنوار بثراء الحياة الثقافية، حيث أكثر من 40 ألفا من المعالم الأثرية، و41 موقعا ثقافيا مدرجا في قائمة التراث العالمي لليونسكو، و8 آلاف متحف، وألفي دار سينما، وأكثر من 500 مهرجان ثقافي؛ ويعد هذا مناخا ملائما للطلبة الأجانب للاندماج في الحياة اليومية.”الجزيرة”

مقالات ذات صلة