ماذا حدث مع باخرة القمح “رازوني”؟
كتبت سوسن الأبطح في “الشرق الأوسط”:
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، «أن سفينة الشحن (رازوني) التي ترفع علم سيراليون والتي كان ينتظر وصولها إلى ميناء طرابلس، يوم الأحد الماضي، لم تدخل المياه الإقليمية اللبنانية، وتوجهت إلى تركيا حيث رست في ميناء مارسين، وهي تفرغ حمولتها هناك».
والسفينة «رازوني»، كانت أول سفينة تغادر ميناء أوديسا الأوكراني، وذلك يوم الاثنين الأول من آب وعلى متنها 26 ألف طن من الذرة، وثار لغط كبير حول وجهتها وقيل إنها لمشترٍ لبناني، ودعا السفير الأوكراني في لبنان إلى استقبالها عند وصولها والاحتفال بها من قبل الجالية الأوكرانية، لكن السفينة ذهبت في النهاية إلى تركيا.
ويقول المصدر المطلع، إن ما حدث مع «رازوني» هو أمر تقليدي، ويحدث دائماً في البحار. فالسفينة المحملة بالبضائع، تبحر بموجب بوليصة ما، وهذه المرة كانت لتاجر لبناني، ولكن أثناء الإبحار، يجد البائع مشترياً يدفع سعراً أعلى أو شروطاً مناسبة أكثر، أو يقرر المشتري العدول عن تسلم البضاعة. ويبدو أن المشتري اللبناني تخوف من تخزين الذرة في الباخرة لمدة خمسة أشهر، بسبب المعارك في أوكرانيا، بحيث إنها حمّلت أطنان الذرة، ولم تتمكن من الإبحار، فعدل عن الشراء. وهو ما يعتبره العارفون بالتجارة البحرية من الأمور التي تحصل بشكل متكرر بحيث يتغير المشتري في أي لحظة، وتعدّل السفينة مسارها.
وكانت روسيا وأوكرانيا قد وقعتا على اتفاقيَتين منفصلتَين، الشهر الماضي، برعاية تركيا والأمم المتحدة، تسمحان بتصدير الحبوب الأوكرانية رغم الحرب، والمنتجات الزراعية الروسية رغم العقوبات الغربية، تفادياً لمجاعة يمكن أن تحدث أو نقص حادٍ في الحبوب، يرفع الأسعار العالمية إلى حدود تنذر بالخطر الشديد.
وبموجب هذين الاتفاقين، فإن ثماني سفن غادرت الموانئ الأوكرانية، وفق ما أعلنت السلطات هناك، متوقعة الوصول إلى ما معدّله ثلاث إلى خمس سفن يومياً في الأسبوعين المقبلين.
وحظيت السفينة «رازوني» بالمتابعة، من قبل مختلف الأطراف المعنية بعودة إبحار سفن الحبوب من أهم مصدرين عالميين، هما روسيا وأوكرانيا، نظراً لأنها كانت السفينة الأولى، التي انطلقت وأريد الاحتفاء بوصولها.