كتب رامي نعيم في موقع mtv:
سيّدي رئيس الجمهورية اللبنانية المُزمع انتخابك في الخريف المُقبل. تحيّة وبعد!
حيّيتُك قبل أن أعرفَ من تكون، فاسمك لا يعنيني، وحزبُك لا يعنيني. ما يعنيني سيّدي الرّئيس أن تكونَ مختلفاً عن أسلافِك، مُنذ الطائف حتى اليوم. لأ أريدُك هراويّ النّهج حليف الإحتلال السوريّ وخادَم بلاط الشهيد رفيق الحريري. ولا لحّوديّ النّهج تسعى لإرضاء الجار قبل الدار، وملتزماً بحزب الهيّ حتى الإنصهار.. لا أريدك سليمانيّ الهوى، من دون خاتَم سُليمان، وصاحب نظريّات رنّانة من دون جدوى، كما أنني لا أريدك عونيّ السلوك، شعبويّ المسار وايرانيّ الإنتماء، ومصهور بالصهر وبالمستصهرين.
سيّدي الرّئيس نحتاجُك مزيجاً من ثلاثة رؤساء كانوا يوم كان لبنان موطن الرجالات. نحتاجُك شهابيّ الرؤية، شمعونيّ الهوى، وجُميليّ العزيمة. نحتاجُك رئيساً لا مرؤوساً، مبادراً، طامحاً. نحتاجُك صديق الغرب، ورفيق الشرق. نحتاجُكَ جلّاب السلام، رافضاً للحروب العبثية تحت شعاراتٍ بالية. سيّدي الرّئيس. نحتاجُك، لنعرف من قَتل بيروت في ٤ آب! من شلّع أهلنا ودفَن أحلام أطفالنا! من سَرَق أتعابنا، وجنى أعمارنا! من فجَّر وقنّصَ وخَطف أبطالنا! نحتاجُك لنعرف سبب إصرارنا على الإتيان بجلّادينا كل اربع سنوات. لنعرف سبب انسحاقنا أمام ذئاب السلطة وحيتان المال. سيّدي الرّئيس، كُن من تكون، لكن أعد لنا إيماننا بلبنان. أعد لنا ثقتنا بالأرز وبالتاريخ. أعد لنا سبباً نُقنع فيه أبناءنا بالبقاء أو بالعودة الى حيثُ ذرفنا الوقت دموعا.
سيّدي الرّئيس… إن لم تكن بهذه المواصفات فلا أهلاً ولا سهلاً بك. لأنني وأترابي ألِفنا أشباه الرّؤساء، وأشباه المسؤولين. سيّدي الرّئيس، أعرف أنّك ستسجنني وستقمعني يوم تأتي على صورة أسلافِك، لأنني سأحتقرُك بالقلم والموقف والفعل… فكثُرٌ ممن ذكرتُ سيرتهم الفاشلة فعلوها مع الأحرار…
سيّدي الرّئيس، سكّان القصر في هذه الأيام منبوذون، ورائحة الدماء تهبّ نحوهم مع كلّ نسيم، فإما تأتي رئيساً لتبدل رائحة الدم برائحة العدالة، أو تدخل مزبلة التاريخ.را