ميقاتي يتمسك “بالعصمة” الحكومية… والترسيم يتأرجح
جاء في الأنباء الإلكترونية:
لا جديد حكومياً باستثناء ما أعلنه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن زيارة مرتقبة له في اليومين المقبلين إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون والتشاور معه في عملية تشكيل الحكومة، وبالرغم من الأجواء التفاؤلية التي يحاول ميقاتي أن يشيعها بقرب إنجاز هذا الاستحقاق، تبقى الأمور عالقة عند فريق العهد والنائب جبران باسيل الذي لم يستسغ حتى الساعة مسألة إصرار الرئيس المكلف على سحب حقيبة الطاقة منه، والتي يعتبرها “مصدر رزقه” منذ أكثر من عشر سنوات بعد إنفاق أكثر من 50 مليار دولار على الكهرباء وحدها وما زال اللبنانيون يعيشون على العتمة.
في هذا الوقت، ما زالت قضية المسيّرات التي أرسلها حزب الله الى حقل كاريش تتفاعل، وهي اذا ما استمرت تهدد بتوقف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، بحسب ما أشار الى ذلك وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب عقب اجتماعه مع ميقاتي لهذه الغاية.
في السياق الحكومي، أشارت مصادر سياسية عبر “الانباء” الالكترونية إلى “استحالة تشكيل الحكومة في ظل الشروط التي يفرضها فريق العهد وباسيل الذي يطرح عملية المقايضة بين الالتزام بشروطه مقابل التصويت على الثقة، في حين يرفض الرئيس المكلف الامتثال الى شروط باسيل. فإما أن تشكّل الحكومة وفق التشكيلة التي سلّمها الى عون قبل أسبوع أو أنه غير مستعجل لتشكيلها، لأنه يرفض الدخول في عملية ابتزاز سياسي من أجل حكومة لا يزيد عمرها عن ثلاثة أشهر، خاصة وأن العصمة بيده ولا يستطيع أحد لي ذراعه”، بحسب المصادر التي اكدت أن ميقاتي ليس بوارد تقديم تنازلات لأحد.
إلى ذلك نقلت المصادر عن ميقاتي انزعاجه من إرسال حزب الله للمسيّرات فوق كاريش “لأنها لا تفيد لبنان بشيء سوى الانتقاص من سيادته، وهذه اللعبة يتقنها الحزب جيداً من أجل إظهار نفسه أنه الأقوى والمتحكم بالقرار اللبناني”، في وقتٍ علّق فيه الوزير السابق رشيد درباس على عملية إرسال المسيّرات بالتزامن مع تشكيل الحكومة بالقول: “المسيّرات معروفة الجهة التي تسيّرها، أما الحكومات فمن يسيّرها؟”، مستغرباً أنه “لا يوجد شيء فعليّ على الأرض بعد تلك النبرة العالية”، واصفاً ما جرى برسائل متبادلة غير مسلّحة.
وفي الموضوع الحكومي، رأى درباس في حديثه لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن الأمل ضعيف بتشكيل حكومة، ونسبة التفاؤل لا تتعدى الـ٢٠ في المئة.
بدوره، رأى النائب السابق بكر الحجيري في حديث مع “الأنباء” الالكترونية أن موضوع إرسال المسيّرات لن يغيّر شيئاً من الواقع الا اذا كان هناك اتفاق بين الطرفين، مضيفاً: “إذا الكهرباء لوحدها استنفدت كل أموال الدولة ولم نستطع أن نفعل شيئاً، معنى ذلك أننا غير صالحين لانتاج النفط والغاز”، مستبعداً في ظل ذلك تشكيل الحكومة إلا اذا تشكلت على قياسهم. وقال: “سبق وتحدثنا بموضوع العهد القوي، فلن يمرّ شيء الا اذا كان على قياسهم. فهناك عملية ضرب للدستور ولا بد من محاكمة من خرّب البلد عن قصد. وهم جهات معروفة تقصدت إفلاس الناس عبر شك من دون رصيد”.
وفي ضوء كل ذلكؤ فإن حال المراوحة القاتلة على حالها في كل الملفات، والتي يبدو أنها ستكون سمة الأشهر الأخيرة من عمر العهد قبل انقضائه في تشرين الأول المقبل.