إجماعٌ دوليّ على ضرورة الإصلاح.. والمشهد لا يُطمئن!
جاء في “المركزية”:
إجماع دولي عارم، عابر للقارات والخلافات بين العواصم، يُسجَّل في المواقف من لبنان حتى يكاد المرء يظنّ أنها تصاغ بالحبر نفسه وعلى السطور عينها. المطلب الوحيد: الاصلاح ثم الاصلاح، وهو أوّلا اقتصادي لكن ايضا سيادي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. في الساعات الماضية، أكثر من نداء خارجي تقاطع عند هذه الدعوة.
فقد جدد مجلس التعاون الخليجي أمس الإعراب عن “التضامن الثابت مع الشعب اللبناني لتحقيق كل ما من شأنه أن يحفظ للبنان أمنه واستقراره”، مُرحّباً بنجاح العملية الانتخابية في لبنان، ومتطلعاً “لقيام أعضاء مجلس النواب المنتخب وكل القوى السياسية في لبنان بالعمل على تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والتقدم والازدهار”. ولتحقيق هذه الغاية، ذكّرت دول الخليج لبنان بوجوب “التعاون البناء مع المنظمات الدولية وتنفيذ الإصلاحات اللازمة ومكافحة الفساد وسوء الإدارة، وضمان ألا يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية أو حاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار لبنان والمنطقة، وألا يكون مصدراً لتهريب المخدرات”.
بدورها، الامم المتحدة على لسان منسقتها الخاصة في لبنان يوانا فرونتسكا هنّأت لبنان على انجازه العملية الانتخابية. وبحثت مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، في المرحلة المقبلة لجهة تشكيل الحكومة الجديدة والإصلاحات المطلوبة والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وكذلك أزمة النزوح السوري.
الى ذلك، كان تأكيد فرنسي خلال زيارة السفيرة الفرنسية آن غريو لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات وعلى تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية والمالية اللازمة والتي من شأنها وضع لبنان على سكة الخلاص.
الكل إذاً، يستعجل تأليف حكومة انقاذية تشرع، بالتعاون مع مجلس النواب الجديد، في الإصلاحات، ما يسهل التوصل الى اتفاق شامل مع صندوق النقد الدولي. لكن اين اهل الحكم من هذه النداءات كلها؟
حتى الساعة، المشهد لا يطمئن، إذ ان المؤشرات الواردة من اكثر من مطبخ سياسي، تدل على أن أهل المنظومة يفضّلون البقاء في وضعية تصريف الأعمال إن لم يضمنوا وجودا سياسيا مريحا لهم في مجلس الوزراء العتيد، الأمر الذي ترفضه القوى المعارضة للمنظومة. يحكى حتى أن في أفضل الأحوال، قد يعاد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي الا انه لن يتمكن من التأليف فيستمر التعطيل حتى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلا إذا… وفي الوقت الضائع، لن يكون دعم دولي ولا مساعدات، بل المزيد من الانهيار…