كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
تنطلق اليوم بروفا انتخابات موظفي الدولة، الذين سيلتحقون بمراكز الاقتراع في لبنان، رؤساء اقلام وكتبة، وعلى ضوئها ستحدد صورة إنتخابات 2022.
2503 موظفين سيقترعون في دائرة الجنوب الثالثة، 1071 في النبطية، 522 في مرجعيون، 266 في حاصبيا و655 في بنت جبيل، سيختارون 11 مرشحاً موزعين على لائحتي «الامل والوفاء» و»معاً نحو التغيير»، ومن شأن نسبة اقتراع الموظفين ان تحدد مسار المرحلة الثانية من الاستحقاق الانتخابي.
عين الموظفين على المساعدة الاجتماعية الموعودة، وعين الدولة على تمرير قطوع الاستحقاق من دون ضربة كف، والخوف الاكبر ان تخذل الموظفين ولا تحول لهم اتعاب الانتخابات على غرار ما يعانونه مع المساعدة الاجتماعية «اللي ما وصلت» وفق تأكيد معظمهم.
ورغم كل المعاناة يستعد الموظفون والاساتذة لاختيار ممثليهم، مع رفع صوتهم «حقنا وبدنا ياه» اذ إنه من المتوقع ان يوجهوا نداءات استغاثتهم للمرشحين علّهم يلبونه.
غير ان محافظ النبطية بالوكالة الدكتور حسن فقيه، وخلال تسليمهم صناديق الاقتراع وعدهم بمكافأة «محرزة» من الدولة، وان تعبهم لن «يذهب ادراج الرياح». فقيه الذي يتابع تفاصيل الاستحقاق الانتخابي في سراي النبطية، يشرف على كل «صغيرة وكبيرة» ويأمل ان يمر الاستحقاق بسلام، لافتاً الى ان انتخابات الموظفين ستعكس الثورة الحقيقية للمعركة الاحد، وان نسبة المشاركة ستكون كبيرة ايضاً، وتحدث عن انشاء غرفة عمليات لمتابعة الاستحقاق عن كثب، على ان تتولى القوى الامنية وشرطة البلديات تأمين الحماية لمراكز الاقتراع ومولدات الكهرباء.
اذاً، دخلنا فعلياً في الانتخابات، التي تدور رحاها في دائرة الجنوب الثالثة بين «لائحة الامل والوفاء» المدعومة من «أمل» ـ «حزب الله»، وبين لائحة «معاً نحو التغيير» المدعومة من الشيوعي، الطليعة والقوى اليسارية والتغييرية، في حين انسحبت «لائحة صوت الجنوب» غير المكتملة من المنافسة.
على وقع ازمة رغيف مرتقبة، وتوقف منصة صيرفة في المصارف، وارتفاع المحروقات، سينتخب 480 ألف ناخب من دائرة الجنوب الثالثة نهار الاحد ممثليهم للندوة البرلمانية، سيختارون 11 نائباً من بين 22 مرشحاً على اللائحتين كل على برنامج مختلف، فكيف تبدو الصورة؟
تشير مصادر متابعة الى ان نسبة المشاركة الفعلية في الانتخابات ستتخطى الـ60 في المئة، متجاوزة نسبة الـ50 التي سجلت في انتخابات 2018، ويسعى اقطاب اللائحتين الى حضّ الناخب على الاقتراع، فالمعركة في هذه الدائرة تدور على شعبية كل حزب على الارض، لتحديد الاحجام في المرحلة اللاحقة، وحكماً التنافس الاشرس سيكون بين المرشحين على الصوت التفضيلي الذي سيحدد من الاقوى شعبياً على الارض…
بطبيعة الحال، المنافسة في هذه الدائرة تبدو مختلفة عن باقي الدوائر التي تشهد معارك طاحنة، «غير ان المعركة هنا لا يستهان بها»، على حد ما يقول المرشح عن المقعد الشيعي في الخيام إبراهيم عبد الله، الذي يخوض معركته في مواجهة «مرشح المصرف» كما يسميه ابناء قرى مرجعيون حاصبيا، مروان خير الدين الذي يحظى بأصوات الحزب «الديمقراطي اللبناني»، «الاشتراكي» وايضاً اصوات السنة، فهو وديعة النائب انور الخليل في اللائحة، وسقط «بالتسوية» عليها رغم انه يستفز المواطن والمودع»، ومع ذلك فإنه يملك حظوظاً وفيرة بالفوز، رغم رهان المعارضة على اسقاطه، مثله مثل المرشح اسعد حردان عن مقعد الروم الأرثوذكس في مرجعيون، غير ان الكل يدرك ان الصوت الشيعي له الكلمة الفصل، وهو من يحدد الخاسر من الفائز في هذه المعركة، بعد إنكفاء الصوت السني.
يحظى ابراهيم بدعم المودعين فهو واحد منهم، وقد تبخر جنى عمره في بلاد الاغتراب في بنك الموارد حيث يترشح مديره مروان خير الدين في دائرة حاصبيا، ما يعني ان المعركة بين المرشح الشيعي والدرزي واضحة للعيان، «كيف يمكن لمن سرق اموال الناس ان يحظى بأصوات الناخبين»؟ يسأل عبد الله الذي يرى بالمواجهة بينه وبين خير الدين قوية، رغم ان الاخير «يرش» المال كسباً للاصوات، يدرك ان لا حظوظ له في هذه المعركة، غير انه يطمح ان يحظى بأصوات المعترضين من السنة والدروز والشيعة الذين ذاقوا لوعة خسارة اموالهم.
صحيح ان للصوتين السني والدرزي وحتى المسيحي في هذه الدائرة ثقله ووزنه كل لاعتباراته، انما للصوت الشيعي الكلمة الفصل ايضاً، وهو بيضة قبان وازنة فهو يشكل 80 بالمئة من الاصوات وبيده حسم المعركة.
لا ينكر عبد الله هذا الواقع، فهو يدرك تماماً ان الصوت الشيعي يحسم المعركة، وان حظوظ الفوز تبدو صعبة نسبياً، ومع ذلك يقول «ان داخل الصف الشيعي شريحة من الممتعضين من واقع الحال، ولو قررت التصويت ستغير موازين المعركة، ولكنها لن تفعل»، غير انه يعتبر ان حصوله على 500 صوت «انتصار اقوى من الخرق».
على مساحة الجنوب كله، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الانتخابية، فرغم البرودة التي سادت قبل ايام، فإن المعركة بدأت تزداد حماوة، ولو كان هناك من يتوقع ان تتحول إلى استفتاء لا اكثر.