كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
لم يخف الهدوء الذي تعيشه دائرة صيدا – جزين جراء التزام المرشحين في اللوائح بالصمت الانتخابي حماوة المعركة، بل اشتدت ضراوة مع بدء العد العكسي لموعد الحسم يوم الاحد المقبل في ظل استمرار التسريبات والتوقعات بفوز هذا المرشح او ذاك ارتباطاً بالتحالفات والترجيحات.
ظل غياب تيار «المستقبل» يرخي بظلاله على المشهد مع ترقب الموقف النهائي لكيفية التعامل مع يوم الاقتراع، وسط سيناريوات متعددة سواء بدعم احد المرشحين او ترك حرية الاختيار او عدم المشاركة، ولم يتأكد منها شيء سوى ما اعلنته رئيسة كتلة «المستقبل» النائبة بهية الحريري: «اننا لم نرشح ولن ندعم احداً».
في أروقة صيدا وصالوناتها العائلية، برزت الى واجهة الاهتمام مخاوف بعض اللوائح من اقدام «المستقبل» على خطوة غير محسوبة تتمثل بالتصويت بورقة بيضاء كتعبير عن موقف او رسالة سياسية، ما يرفع نسبة المشاركة ويصعب على المرشحين الفوز مع رفع الحاصل الانتخابي في ظل تساوي حظوظهم، غير ان مصادر مطلعة استبعدت عبر «نداء الوطن» ذلك، لانه يحتاج الى ماكينة انتخابية وامكانيات لانجاح هذه العملية والاشراف على تنظيمها، ناهيك عن محاذير حصر قوة «التيار» بعدد الاوراق البيضاء فقط مع استحالة الوصول الى عدد الاصوات التي نالتها «العمة» في الدورة الماضية نحو 13 ألف صوت مع عدم ترشحها وشد العصب الانتخابي.
والى جانب هذه المخاوف والحسابات، بقيت الماكينات الانتخابية تواصل حملاتها بتسريب الشائعات عن امكانية دعم «التيار الازرق» او «الجماعة الاسلامية» بعد انسحاب مرشحها الدكتور بسام حمود، هذا المرشح او ذلك وتحديداً بين المرشح المستقل على لائحة «وحدتنا في صيدا وجزين» المهندس يوسف النقيب او المرشح المستقل عن لائحة «الاعتدال قوتنا» نبيل الزعتري بطلب من الرئيس نبيه بري، او تحالف «الجماعة» مع «القوات اللبنانية»، او مع الثنائي الشيعي مقابل دعم مرشحها في بيروت الدكتور عماد الحوت، ولم يتبين صحة اي منها، سوى انها تأتي في اطار ادوات المعركة بين اللوائح في اسبوعها الاخير وتقليب رأي الناخبين ضدهم.
ومع الصمت الانتخابي، استعيض عن التصريحات العلنية والمواقف السياسية برفع اليافطات وصور المرشحين وبتكثيف زياراتهم الى منازل روابط العائلات لشرح برامجهم ووجهة نظرهم، مع احاديث متواترة عن بدء دفع أموال على هيئة مساعدات اجتماعية للمساهمة في كلفة علاج او دواء، او تسديد ديون او تخفيف الاعباء عن فواتير الاشتراكات او المياه او لمواجهة المعاناة المعيشية في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار.
وينقسم الشارع الصيداوي في آرائه، البعض يرى ان هذه الدورة الانتخابية تختلف عن سابقاتها كثيراً لجهة سهولة استمالة الناخبين وكسب اصواتهم، فالقاعدة الاولى باتت تقوم على القناعة والاقناع وليس المساعدة ودفع المال، والبعض الآخر يعلق آمالاً على التغيير الحقيقي بعد انتفاضة 17 تشرين مع ازدياد الوعي وان لم يحدث خرقاً نيابياً.
غــــــــر