بعد إنتهاء إكسبو دبي 2020… ماذا سيحلّ بالمباني؟
مع قرب انتهاء معرض إكسبو 2020 في دبي، قد يتساءل البعض ماذا سيحدث لأرض المعرض وجناحات كل الدول المشاركة؟ في الواقع، سيتم تحويل مكان الفعالية إلى مركز سكني وثقافي وتجاري وتقني دائم ومستقبلي. وسيطلق على المدينة الجديدة الذكية اسم District 2020 أو حي 2020.
ما هي هذه المدينة الذكية؟
يتمثل مفهوم المدينة الذكية في تحسين البنى التحتية من أجل ضمان جودة حياة المواطنين من حيث النقل، وإمدادات المياه والطاقة، وإدارة النفايات، واتصال تكنولوجيا المعلومات والحوكمة الإلكترونية وغيرها. بالتعاون مع القطاعان الخاص والعام سيتم تحويل أكسبو دبي لمدينة من خلال استخدام التكنولوجيا التي تشمل الذكاء الاصطناعي، G5، التكنولوجيا السحابية، البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء.
هل سيتم تحويل كافة مباني “إكسبو” أم جزء منها؟
سيتم إعادة تصميم 80% من الموقع أما باقي الهياكل المتميزة فستبقى كما هي بما في ذلك ساحة الوصل الرئيسية وتيرّا، ومركز علوم الأطفال، ومركز دبي للمعارض. وسيتم تحويل مباني إكسبو الحالية لمناطق سكنية ومساحات خضراء وأماكن للعمل المشترك والتنقل الذكي. كما سيتم تصميم المدينة الذكية ضمن مفهوم “مدينة 15 دقيقة” وهو مفهوم حضري سكني، حيث يستطيع السكان الوصول إلى أي مكان سواء البيت أو العمل في غضون 15 دقيقة.
من الذي سيتولى مسؤولية العمل والإشراف على مشروع حي 2020؟
يقوم كبار مسؤولي إكسبو بالشراكة مع شركة “Siemens” الألمانية للتكنولوجيا بوضع مخططًا لإعادة توظيف الموقع المترامي الأطراف الذي تبلغ مساحته 435 هكتارًا – وهو ضعف مساحة موناكو – فيما يخدم تحويلها لمدينة ذكية.
كيف سيتم تحويل حي 2020 إلى مدينة ذكية؟
باستخدام الذكاء الاصطناعي، ستعمل المنصات المنفصلة لإدارة الطاقة والمباني الذكية والأمن، كما ستسمح لمديري المباني بالتحكم في وظائف مثل التبريد وجودة الهواء والوصول وإنذارات الحريق وتقليل الانبعاثات وتوفير الطاقة وتعزيز الراحة والأمن لسكان الحي الذي من المقدر أن يصل عددهم لـ 145 ألف نسمة. وستضم دستركت 2020 مجتمع أعمال متنوع يجمع الشركات متعددة الجنسيات وبرنامج “سكيل2دبي” للمشاريع الناشئة الذي يقدم الدعم للجيل المقبل من المبتكرين.
ما الذي سيميز حي 2020؟
يركز حي 2020 يركز على أبعاد أساسية وهي الاستدامة، البناء والمرافق، السلامة والأمن، والعمليات الذكية.
كيف سيتم تحقيق هذه الأبعاد؟
سيتم تحقيق الاستدامة من خلال الاعتماد بشكل رئيسي على الطاقات المتجددة كالألواح الشمسية وتوربينات الرياح، مما يتطلب طرقاً أكثر كفاءة في إدارة لامياه والصرف الصحي. سيتم تقليل النفايات مع توفير بيانات أسبوعية حول كمية النفايات الخضراء وذلك كله عبر أجهزة الاستشعار التي ستمكن فرق عمليات إكسبو من اتخاذ الإجراءات التصحيحية المناسبة.
فيما يتعلق بالمباني والمرافق، فمن المتوقع إن يتم تخفيض استهلاك الكهرباء والمياه بنسبة 30% بحلول 2030، كما تخطط استراتيجية الطاقة النظيفة في دبي لزيادة الطاقة المتجددة إلى 75% من الإجمال بحلول 2050. كما سيتم الاعتماد على الري الذكي الذي سيساعد في ضمان تقليل إهدار المياه من خلال تقارير استهلاك المياه الخاصة بالموقع وما يتم تسريبه إلى الطبيعية. وسيكون هناك اهتمام كبير بالتلوث الضوضائي الناجمة عن التقدم الصناعي عبر مراقبة البيانات الخاصة بالضوضاء المحيطة وقياسها على نحو يساعد من التخلص منها.
وفيما يخص السلامة والأمن، ستتمتع “دستركت 2020″بشبكة اتصالات قوية من شبكات الجيل الخامس الفائقة السرعة والمركبات ذاتية القيادة والتقنيات الذكية.
الأمن هو التحدي الأكبر الذي قد يهدد المدن الذكية، في ولاية ميشيغان مثلاً تم إختراق أنظمة إشارات المرور في 100 من تقاطعات المدينة والتي تشير إلى العيوب الأمنية التي قد تواجهها المدن الذكية مسببة حوادث خطيرة. كما ستكون الهواتف المحمولة تعتبر بمثابة العمود الفقري للتفاعل مع البنية التحتية لشبكة المدن الذكية، ولكنها تمثل تحديات جديدة لأمن وخصوصية المستخدمين حيث قد تكون البيانات الحساسة عرضة للهجوم من قبل أطراف ثالثة.
ماذا عن الفوائد الاقتصادية؟
من المتوقع أن تتضاعف الاستثمارات لجعل المدن أكثر ذكاءً من 100 مليار دولاء في عام 2021 إلى 250 مليار دولار عام 2030، فيما سيحقق تحويل موقع إكسبو 2020 لمدينة ذكية فوائد اقتصادية عالمية تبلغ 20 تريليون دولار حتى عام 2026.
(موقع Vice)