هل تشبه حكومة الحريري حكومة دياب؟
لا شيء يوحي حتى الساعة بأن حكومة الحريري ستبصر النور هذا الأسبوع، وذلك إفساحًا في المجال أمام الإتصالات القائمة على قدم وساق من أجل تذليل بعض العقبات، وبالأخص في الجانب المتعلق بالتسميات المسيحية بعدما تمّ التفاهم على الأساسيات في ما يتعلق بمطالب “الثنائي الشيعي” لناحية مآل حقيبة المالية إلى إسم شيعي يتمّ إختياره من بين أسماء عدّة ستوضع في تصرّف الرئيس المكّلف، فضلًا عن التفاوض على وزارة الصحة التي يطالب بها “حزب الله” للمرّة الثالثة على التوالي إستنادًا إلى نجاحه في التجربتين الأخيرتين من خلال كل من الدكتور جميل جبق والدكتور حمد حسن، على رغم تسارع وتيرة الإصابات في جائحة كورونا وعدم تمكّن الإجراءات العادية من وضع حدّ لتفشي هذا المرض بمستويات عالية.
وجديد العراقيل التي ظهرت في الساعات الأخيرة مطالبة الحزب التقدمي الإشتراكي بحقيبتين، من بينها حقيبة الصحة فضلًا عن حقيبة أخرى في الوقت الذي يطالب به النائب طلال إرسلان بحقيبة، مع العلم أنه قاطع الإستشارات النيابية الملزمة.
ومن بين العقد التي لم تجد طريقها إلى الحل العقدة المسيحية بالنسبة إلى تمثيل كل من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” على إعتبار أنهما متساويان في عدم تسميتهما الرئيس الحريري ولكنهما لم يسمّيا شخصًا آخر، في حين أن الإتجاه كان يميل إلى ترك تسمية الوزراء المسيحيين لرئيس الجمهورية، قبل أن يتلقى النائب جبران باسيل نصيحة من قبل حليفه “حزب الله” بضرورة مشاركة تياره بالحكومة، وذلك على خلفية تصليب موقع الأكثرية النيابية داخل الحكومة، مع العلم أن لا فرق بين إذا ما كان التيار ممثلًا أم لا ما دام الرئيس عون هو من سيسمّي الوزراء المسيحيين، مع الحفاظ على ماء وجه الحريري أمام بيئته، وذلك من خلال تسميته إسمًا مسيحيًا واحدا، وفق آخر المعطيات المتداول بها.
يريدون حسّانًا آخر.. الأنانية تتفوق على عذابات اللبنانيين
لبنان بمراوحة قاتلة: عون وباسيل يصران على تكرار نموذج دياب.. وحزب الله أمام خيار من اثنين
فإذا كان باسيل مصممّا على دخول الحكومة فهذا يعني أن تواصل الحريري مع رئيس الجمهورية لا يعفيه من عبءالتواصل مع رئيس “التيار البرتقالي”، الأمر الذي يخلق له مشكلة جديدة مع “القوات” إلا إذا بقيت على موقفها الرافض الدخول بأي صفقة مع المنظومة الحاكمة.
من هنا فإن ثمة إجماعًا في الأوساط السياسية على أن حكومة الحريري وفق ما تسير عليه حتى هذه اللحظة لا تختلف كثيرًا عن حكومة حسان دياب، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون. فكلاهما عشرينتين بعدما تخلى الرئيس المكلف عن مطلبه بأن تكون مؤلفة فقط من 14 وزيرًا، وساير رئيس الجمهورية لتصبح عشرينية. وكذلك فهما يضمان وزراء من أصحاب الإختصاص وقد سمّتهم الأحزاب بعدما سلم الحريري بمبدئية إعطاء وزارة المالية للشيعة، وهو مضطرّ في هذه الحال إلى إسناد حقيبة الطاقة للتيار أو لرئيس الجمهورية.
الحال في هذه الحالات واحدة، إذ يخلق الله من الشبه أربعين، بإستثناء الرئيس. فالاول، اي دياب غير سياسي فيما الثاني فهو سياسي بإمتياز. ولعل الفرق يكون تحت هذه الصفة.