مصالح أم أيديولوجيا.. كيف ينظر السودان إلى التطبيع مع إسرائيل؟!
لخّص وزير العدل السوداني، نصر الدين عبد الباري، نظرة الخرطوم للعلاقة مع إسرائيل، حين قال بوضوح إنّ “السياسة الخارجية تبنى على أساس المصالح فقط، ولا ينبغي أن تحددها قناعات إيديولوجية حزبية”.
كان عبد الباري واضحا أمس السبت حين أكّد أنّ “الحكومة تملك الصلاحية السياسية على اتخاذ القرارات الكبرى المتعلقة بالعلاقات الخارجية”، مضيفاً أنّ “قرار التطبيع مع إسرائيل سوف يعود على السودانيين بمنافع كثيرة في المدى القريب والبعيد، وقد تم الاتفاق عليها”.
ونفى أن “تتسبب إقامة علاقات بين الخرطوم وتل أبيب بالضرر أو الأذى لأي دولة أخرى”.
لكنّ هذا القرار أو تلك الخطوة التي نقلت البلاد من مرحلة “اللاءات الثلاث” (لا للاعتراف بإسرائيل أو التفاوض أو السلام معها) خلال الستينات، إلى البحث عن مصالح البلاد الغارقة في العديد من الصعوبات الاقتصادية، أثارت بعض الجدل في الشارع السوداني وبين الأحزاب المختلفة في البلاد، بحسب تقرير نشره موقع “العربية”.
لاستكمال اتفاق السلام.. وفد سوداني يزور إسرائيل خلال أيام
السودان وافق على إدراج حزب الله في قائمة الإرهاب
ففي حين رحب “حزب المؤتمر السوداني” بإنهاء حالة العداء مع إسرائيل معتبراً أن “الاتفاق مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، يدمج السودان في المجتمع الدولي ثانية، وينهي عزلته الدولية، ويفتح الباب للعمل مع الشركاء الدوليين لتقليل أعباء ديونه”، رفضت فصائل سياسية أخرى الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بمساعدة الولايات المتحدة لبدء علاقات اقتصادية وتجارية مع إسرائيل.
ومن بين الذين انتقدوا الاتفاق “قوى الإجماع الوطني”، وهو تحالف يساري وعنصر رئيسي في تحالف “قوى الحرية والتغيير” الذي انبثق من الانتفاضة ضد الرئيس المعزول عمر البشير، كما ندد “حزب المؤتمر الشعبي” السوداني، الذي يدعم البشير، بهذه الخطوة.
بينما هدد زعيم المعارضة المخضرم، الصادق المهدي، بسحب دعم “حزب الأمة” من الحكومة إذا مضت قدما في ذلك.
وكما الأحزاب، ينقسم الشارع السوداني، حول المسألة عينها، إذ أنّها قضية تعتبر حساسة في السودان الذي كان سابقاً منتقداً متشدداً لإسرائيل وسياساتها، فيما هناك انقسام في الآراء بين القادة العسكريين والمدنيين الذين يقودون فترة انتقالية أتت بعد عزل البشير في نيسان 2019 على وقع احتجاجات استمرت أشهراً.
يذكر أنّ الاتفاق مع إسرائيل أُبرم يوم الجمعة في اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء انتقاليين سودانيين.
وبذلك تكون السودان ثالث دولة عربية تعلن إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل هذا العام بعد كلّ من الإمارات العربية المتّحدة ومملكة البحرين، على الرغم من أنّ بعض المسؤولين السودانيين قالوا إنّه يجب موافقة “برلمان انتقالي” لم يتم تشكيله بعد على الاتفاق.
Lebanon 24