مفاوضات فيينا الى الواجهة من جديد… اليكم آخر المستجدات
ذكرت “الجزيرة” ان إيران ووفقا لما اعلنته لم تتلقّ أي مقترح بنّاء للتقدم في المفاوضات النووية، متهمة الأطراف الأوروبية بالسلبية، في حين يبحث الأميركيون والإسرائيليون إجراء مناورات تحاكي ضرب منشآت نووية إيرانية، تحسّبا لفشل مفاوضات فيينا التي استؤنفت اليوم الخميس.
ومع انطلاق المفاوضات، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري “نواصل انخراطنا الجدي في المفاوضات وعازمون على التوصل لاتفاق جيد يضمن حقوق الشعب ومصالحه”.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن بلاده جادّة في المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق جيد، واصفا المقترحات الإيرانية بأنها تتطابق تماما مع الاتفاق النووي وتفاهمات الجولات السابقة في فيينا.
ورأى الوزير أن المواقف “السلبية” للدول الأوروبية غير بنّاءة، وأنها ستؤدي إلى تعقيد الوضع وإبطاء مسار التوصل إلى الاتفاق، مضيفا “لم نتلقّ حتى اللحظة أي مقترح بنّاء للتقدم في المفاوضات”.
وشدد عبد اللهيان على أن برنامج إيران النووي سلمي، وأن إزالة القلق من هذا البرنامج ترتبط ارتباطا مباشرا برفع العقوبات.
كما أشار عبد اللهيان إلى أن طهران تواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنها سترسل وفدا إلى فيينا للقاء مسؤولي الوكالة.
ونقلت وكالة “إسنا” عن وزير خارجية إيران قوله إن طهران ستبقى في فيينا ما دام ذلك ضروريا للتوصل إلى اتفاق.
وفي الأثناء، ذكر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية أنه تم الإفراج عن 3.5 مليارات دولار من أموال بلاده المجمدة.
مناورات إسرائيلية أميركية
وقبيل استئناف المحادثات اليوم الخميس في فيينا، أعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها بشأن إيران روبرت مالي يعتزم المشاركة في هذه الجولة من المحادثات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستراقب ما إذا كانت إيران ستقدم طروحا جدّية في الجولة الجديدة، معتبرا أن العودة المتبادلة للامتثال للاتفاق النووي ما زالت قابلة للتطبيق.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) أن واشنطن تتحرك صوب تشديد تطبيق العقوبات على إيران في حال تعثر المحادثات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن وفدا رفيعا من وزارة الخزانة سيزور الإمارات الاثنين لمناقشة امتثال الشركات للعقوبات على إيران.
وقالت وول ستريت جورنال إن الوفد، الذي سيضم رئيس مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة أندريه جاكي، سيحذر الشركات والبنوك الخاصة في الإمارات من أنها “ستواجه مخاطر بالغة” إذا استمرت المعاملات الخاضعة لعقوبات.
وتأتي هذه التطورات على وقع استعداد إسرائيلي أميركي لبحث استهداف محتمل لمنشآت نووية إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية، فقد رجحت مصادر إسرائيلية أميركية متطابقة أن يبحث وزيرا الدفاع الأميركي لويد أوستن والإسرائيلي بيني غانتس اليوم الخميس إجراء مناورات عسكرية مشتركة تحاكي استهداف منشآت نووية إيرانية.
وأضافت المصادر أن قادة البنتاغون سبق أن أطلعوا مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قبل شهرين على مجموعة من الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي.
وذكر المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن أوستن سيعقد مباحثات في البنتاغون مع غانتس اليوم، مؤكدا أن الوزيرين سيبحثان الهواجس المشتركة حيال استفزازات إيران النووية وإجراءاتها المزعزعة للاستقرار، وفق تعبيره.
وشدد كيربي على أن أوستن يدعم الجهود الأميركية الدبلوماسية في فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي، لكنه سيواصل العمل على الحيلولة دون امتلاك إيران سلاحًا نوويًّا.
ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤولة في البنتاغون قولها إن أوستن سيدلي بتصريحات أكثر حدّة بشأن إيران لدى استقباله نظيره الإسرائيلي.
على صعيد آخر، تؤكد وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي يستعد للقيام بمناورات واسعة في فصل الربيع المقبل تحاكي هجوما جويا واسعا على المنشآت النووية الإيرانية.
وذكر مراسل شبكة “كان” الإذاعية الرسمية الإسرائيلية أن عشرات الطائرات الحربية ستشارك في هذه المناورات التي ستنطلق في أجواء البحر المتوسط ومحيطه، وهدفها الاستعداد لاحتمال اضطرار إسرائيل إلى القيام بعمل عسكري واسع ضد طهران.
وأول تعقيب لمسؤول إسرائيلي صدر عن وزير البناء والإسكان زئيف إليكين الذي أكد ما سماه حق إسرائيل وواجبها في الاستعداد لهذا الاحتمال من أجل حماية أمنها ووجودها.
تحليلات صحفية
وفي هذا السياق، رأت افتتاحية صحيفة “ليزيكو” الفرنسية أن خيارات الغرب لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي تنفد، وأن مفاوضات فيينا تنذر بفقدان الثقة بين الأطراف المشاركة وزيادة التهديدات، وهو أمر لا تملك الدول الغربية حلًّا له، حسب وصفها.
وأضافت الافتتاحية أنه لا شيء يبدو فعالا في ثني إيران عن المضي قدما في برنامجها النووي، فهي تمتلك اليوم من المواد الانشطارية ما يجعلها قريبة جدا من القنبلة النووية.
أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فنشرت مقالا للكاتب أفنير كوهين جاء فيه أن رئيس الموساد ديفيد برنيع ارتكب “حماقة” بشأن أسلحة إيران النووية.
ورأى الكاتب أن التصريح العلني لبرنيع بأن الموساد يضمن أن إيران لن تمتلك أسلحة نووية “أمر محرج للغاية وسخيف، لأنه ينمّ عن جهل ويفتقر إلى المصداقية”.
ووفق الكاتب، تدرس إيران بعناية معارضة المجتمع الدولي لتطلعاتها النووية، وهي حريصة جدا على عدم تسريع مسارها نحو صنع قنبلة نووية، وفي كل مرة تبحث عن فرصة لاتخاذ خطوة صغيرة أخرى إلى الأمام.
وأضاف الكاتب أن هناك إجماعا أمنيا على أن انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي بدعم من بنيامين نتنياهو كان خطوة متهورة وخطأ إستراتيجيا كبيرا، وأن تصريح رئيس الموساد يعدّ خطأ مشابها.
(الجزيرة)