البابا يبكي لبنان… ويطلب “أعجوبة لقيامته”!
كتبت “المركزية“:
بالرجاء والدعاء وعلى امل التوفيق لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في رحلته القطرية، عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الفاتيكان الى بيروت، نهاية الاسبوع، مستأنفاً مساعيه الثنائية الهادفة الى فك أسر حكومته من شباك “الثنائي” من جهة ومحاولة ترميم العلاقات مع دول الخليج من جهة اخرى، في موازاة التعويل على نتائج الضغط الذي يمارسه الكرسي الرسولي في المحافل الدولية، بالتنسيق مع فرنسا من خلال رئيسها ايمانويل ماكرون في مختلف الاتجاهات الدولية لتحرير لبنان من القبضة الايرانية وضمان عدم انهياره بالكامل بعدما بلغ الحضيض وتعرقل مساره الانقاذي الداخلي بتعليق العمل الحكومي وبات عوض الشروع في حل الازمات القاتلة الواحدة تلو الاخرى، يبحث عمن يفرمل سيل الازمات المستجدة من دون توقف.
لا شك ان الزيارة الميقاتية للبابا فرنسيس التي اعقبها لقاء بابوي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يستعد لحزم حقائبه في اتجاه بعض دول الخليج حيث تتسم زيارته للمملكة العربية السعودية بأهمية لافتة، تشكل محطة مهمة في مسار استنفار اصدقاء لبنان لمساعدته، بيد انها لم تحمل الخبر اليقين، ولا حرّكت العصا السحرية لتبديد الازمات. فخلال اجتماع الرئيس ميقاتي واعضاء الوفد مع البابا فرنسيس، كما يروي احد اعضاء الوفد لـ”المركزية”، اثار الحبر الاعظم الوضع في بيروت ورفع يداه الى السماء طالبا اعجوبة ليقوم لبنان من بين الاموات” فالتفت اليه ميقاتي قائلا “ربي لبي نداءه”، عندها دمعت عينا البابا وبكى. وكأنه وفق الراوي، يبكي لبنان للحال التي وصل اليها بلد الارز والرسالة والعيش المشترك الذي يكن له مشاعر محبة خاصة.
ازاء الواقع المرير هذا، تقول اوساط دبلوماسية اوروبية لـ”المركزية” ان لا مبادرة فاتيكانية بالمعنى الحرفي للكلمة في اتجاه لبنان لكن البابا سيوفد اليه وزير خارجية الفاتيكان بياترو بارولين خلال الشهر المقبل للاطلاع على احواله عن كثب والاجتماع مع قيادات مسيحية لحثها على التحرك واستعجال الحل. فبارولين العليم بدقائق الوضع اللبناني كان عبرّ امام ميقاتي عن رأيه في وجوب ان يبادر اللبنانيون إلى إنقاذ أنفسهم، سواءً عبر تنفيذ التزاماتهم الدولية أو من خلال تحسين علاقاتهم العربية. وأكد أنّ “صدقية أي حكومة تكمن في أن تؤمن التزامات البلد خاصةً مع المجتمع الدولي”، وأنه بموازاة بذل الفاتيكان جهوده لدعم لبنان، يبقى على الأخير ضرورة أن يكون على أفضل العلاقات مع محيطه العربي.
وتذكّر الاوساط الدبلوماسية ان البابا، وفي اعقاب اجتماعه مع رؤساء الكنائس المسيحية العشر في الاول من تموز الماضي في الفاتيكان تحت عنوان يوم لبنان، صُعق لاكتشافه ان ليس لدى المجتمعين اي مشروع موحد او رؤية واحدة للبنان ، وسأل اذا كان موقف رجال الدين على هذا النحو من التشرذم فكيف بالاحرى موقف السياسيين . وتكشف ان قداسته كان ينوي بعد يوم لبنان هذا عقد ميني “سينودوس من اجل لبنان ” في الفاتيكان، يدعو اليه رجال دين مسيحيين ومسلمين وقيادات سياسية من مختلف الطوائف للاتفاق على مشروع حل لأزمة لبنان الا ان غياب المشروع الوطني الجامع للبنان، وغياب حسّ وروح المسؤولية، دفعه الى البحث عن قناة حل اخرى عبر القوى العالمية واصدقاء لبنان المهتمين بعدم زواله عن الخريطة العالمية… وهذا المسار الذي يعمل في سبيله راهنا.