إذا لم تتشكّل الحكومة… فعلى الدنيا السلام
وقّفوا غنج بقى.
الوقت ليس لمصلحتكم.
والمقصود بهذا الـ “لكم” هو كل من لا يريد قيامةً للوطن من كبوته، وكل من يعرقل مساعي قيام حكومة بمواصفات أصبحت واضحة المعالم في ذهن الرئيس المكّلف، الذي سبق أن قال أكثر من مرّة إن ليس هناك مهلة مفتوحة لتشكيل الحكومة “وليفهم من يريد أن يفهم”.
فهذه المواصفات التي حدّدها الرئيس نجيب ميقاتي لم تعد قابلة للمزيد من الأخذ والردّ وتضييع الوقت والفرص كما كان يحصل في السابق، مع أن ما أظهره من إيجابيات خلال اللقاءات التي عقدها مع رئيس الجمهورية على مدى شهر بالتمام والكمال لم تثمر لدى الطرف الآخر، بعدما أعطى لآخر فرص إنجاح العهد ما لم يعطه أحد، وهو ما يمكن أن يختصر مفهوم التشارك في تحمّل المسؤولية كاملة من دون السماح لأي كان بالإفتئات على صلاحية الآخر، أيًّا يكن هذا الآخر، لأن هذه التشاركية في تحمّل مسؤولية إنقاذ الوطن تعني جميع اللبنانيين، الذين لديهم الحقوق والواجبات نفسها.
هذا هو موقف “حزب الله” من التأليف
ليفهم مَن يجب عليه أن يفهم أن كل دقيقة تأخير في تشكيل حكومة هي كمن يذهب برجليه إلى النار، لأن هذه الحكومة يجب أن تكون خلاصةً لتفاهمات وطنية صافية من شأنها أن تخفف عن لبنان الكثير من عدم إستعادة عافيته الإقتصادية، ومن عدم إستعادة الشعب لعافيته، وهو قد أصبح يفتّش عن بضع ليترات من البنزين والمازوت، بعدما فقد الأمل بإمكانية حصوله على حبّة بنادول لتخفيف وجع الرأس لكثرة ما تجمّع عليه من هموم وكوارث لا تُعدّ ولا تُحصى.
فكل دقيقة تأخير ومماطلة وتسويف وإعادة إحياء ما أعتقدنا أنه قد أصبح من الماضي كالثلث المعطل مثلًا، والهيمنة على القرار السياسي للحكومة، هو جريمة في حق الوطن، الذي سيضيع من بين أيدينا، وسيصبح فرق عملة في سوق المزايدات الدولية والإقليمية.
فإذا لم يبن ربّ البيت فعبثًا يتعب البناؤون. و”اذا كان رب البيت بالدف ضاربا
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص”.
فإذا كنتم لا تزالون تعتقدون بأن ثمة إمكانية للإنقاذ فبادروا فورًا، ومن دون تأخير أو مماطلة، ومن دون تفتيش عن “جنس الوزراء”، إلى تشكيل حكومة الخيارات الممكنة، وحكومة إستثنائية لظرف إستثنائي.
نقولها للجميع إنه إذا لم تتشكّل الحكومة بسرعة فقولوا “على الدنيا السلام”. لم يعد أمامكم الكثير من الوقت، وقد أضعتم عليكم وعلى البلد الكثير من الفرص.
فإذا لم يتحرّك الشارع اليوم فهو حتمًا سينتفض غدًا. وبعده لن يفيد أي كلام آخر. وحدها الحكومة المفترض أن تتشكل وفق المواصفات المتطابقة مع المعايير الإنقاذية هي خشبة الخلاص. منها تكون البداية. وكل ما عداها من محاولات ليست سوى المزيد من تقطيع الوقت والمزيد من “اللعب” في الوقت المستقطع.
إن لم تتشكّل الحكومة فإن كل الإحتمالات السلبية تبقى واردة. الفوضى ستعمّ كل المناطق. القوى الأمنية ستجد نفسها مكّبلة وعاجزة أمام غضب الناس، وهي في الأساس منهم ولهم. يعاني أفرادها ما يعانيه كل الشعب.
الدول الصديقة والشقيقة، التي لا تزال تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ستتخّلى تلقائيًا وتدريجيًا عن هذه المهمة، وهي لن يعود في إستطاعتها أن تلعب دور “الملك أكثر من الملك نفسه”.
إنها الفرصة الأخيرة. الأمر لا يحتاج سوى إلى قرار حر وجريء وتوقيع.
lebanon24