نصر الله لشيا: هذا ما جنته أيديكم
يؤكد محللون أنّ “حزب الله” نجح في تسجيل مكاسب في مرمى الولايات المتحدة. أولى التجليات برزت بعد ساعات على إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن إبحار سفينة محروقات إيرانية نحو لبنان، إذ سارعت السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى الكشف عن قرار بلادها مساعدة لبنان للحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا وتسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا. ديفيد شينكر، المساعد السّابق لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى، يضع توقيت الإعلان الأميركي في إطار “الصدفة”. ولكن سواء أوصلت المحروقات الإيرانية إلى لبنان قريباً أم لم تصل، يرى المحللون أنّ “حزب الله” نجح في تغيير المعادلة بعدما أعلنت واشنطن عن نيّتها تجاوز قانون “قيصر” والمشاركة بتوفير مصادر الطاقة للبنانيين. ويستشهد هؤلاء بتلميح شيا إلى عدم استعداد الولايات المتحدة للوقوف في وجه المساعي الرامية إلى توفير المحروقات.
تحت عنوان “حزب الله والولايات المتحدة والسباق إلى تزويد لبنان بالطاقة”، نشر معهد “الشرق الأوسط” تقريراً، رأى فيه أنّ نصر الله، باتخاذه الخطوة الأولى، أجبر الولايات المتحدة على تفعيل وضعية الديبلوماسية التفاعلية وترك واشنطن أمام خياريْن مزعجيْن ومحرجيْن.
وكتب التقرير: “نظراً إلى هول كارثة لبنان الإنسانية وعجز الحكومة اللبنانية عن توحيد الجهود لحل مشكلة شح المحروقات، فيُحتمل أن تتغاضى الولايات المتحدة عن وارادت المحروقات المزعومة”.
وأضاف: “سواء أرسيت السفينة في لبنان أو سوريا، فإنّ هذا الخيار يهدد بجعل الولايات المتحدة وكأنّها غير منسجمة ومنتهكة لقواعدها لجهة فرض عقوبات على البلدان المتعاملة مع إيران”، محذراً من إمكانية مضي واشنطن قدماً في فرض عقوبات على لبنان.
وفي حال أقدمت الولايات المتحدة على هذه الخطوة، فإنّها ستعزز نظرية المؤامرة التي يلتزم بها “حزب الله” ويتبناها التيار “الوطني الحر”، وتقول هذه النظرية أنّ مشاكل لبنان نتيجة مباشرة للحصار الاقتصادي الذي تقوده الولايات المتحدة، وفقاً لـ”معهد الشرق الأوسط”. واعتبر التقرير أنّ الخياريْن يفترضا عدم وقوع أحداث مثل عمل عسكري إسرائيلي أو تخريبي، وهو ما حذّر منه نصر الله في إطار معادلة الردع.
وهنا، أكّد التقرير أنّ “حزب الله” في الحالتيْن سيرّوج لشحنات المحروقات وللرد الأميركي أو غيابه على أنّه نجاح مدوٍ معادٍ للإمبريالية. في المقابل، توقع التقرير أن يستنكر خصوم “حزب الله” في الداخل مثل هذا الاعتماد الصارخ على إيران والمخاطر المرافقة له، وذلك بصرف النظر عن حاجة البلاد الماسة إلى المحروقات.
وفي ظل غياب ديبلوماسية لبنانية قوية تتعاطى مع اللاعبين الخارجيين على أنّهم خارجيين، حذّر التقرير من أنّ خطوة “حزب الله” ستدفع اللبنانيين أكثر باتجاه سياسة محوري الشرق والغرب وستضعهم أمام خيار واحد يقضي بالاعتماد على الزبائنية والطائفية.
lebanon24