القراصنة لا يوفرون أحدا في حربهم الإلكترونية العالمية… وهذه هي التفاصيل
سلطت سلسلة الهجمات الإلكترونية الأخيرة -التي طالت مؤسسات وقطاعات عديدة في مختلف أنحاء العالم- الضوءَ على هشاشة وضعف منظومة الأمن السيبراني في مختلف الدول والمؤسسات، وتشير إلى أهمية معالجة هذه الهشاشة بأسرع وقت ممكن، وضرورة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي للبشرية، حيث زادت الهجمات الإلكترونية -التي تقوم بها عصابات قرصنة متخصصة- هذا العام (2021) بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، وهناك هجوم إلكتروني كل 11 ثانية يحدث في مكان ما في العالم. ويتوقع خبراء أمن المعلومات أن يصل حجم الخسائر الناتجة عنها إلى 6 تريليونات دولار حتى نهاية هذا العام، كما ذكر موقع “تيك نيوز ورلد” (tech newsworld).
سابات؟
يقول مايكل أورلاندو ناشيونال -القائم بأعمال مدير المركز الوطني لمكافحة التجسس والأمن في أميركا- “إن الأمن السيبراني سيكون أحد أكبر المشكلات التي يواجهها العالم”، وهي الحرب الكبرى التي يجب علينا مواجهتها دون تأخير، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “تخسر ما بين 225 إلى 600 مليار دولار سنويا في ميدان الملكية الفكرية فقط بسبب هجمات القراصنة”، وذلك حسب تصريحات له نقلتها منصة “سي إن بي سي” (CNBC) مؤخرا.
وتقدر شركة “سايبر سكيورتي فينتر” (CyberSecurity Ventures) أن الجرائم الإلكترونية على مستوى العالم ستكلف 10.5 تريليونات دولار بحلول عام 2025، وهو الأمر الذي يؤكد على أهمية تعزيز الأمن الرقمي سواء على مستوى الحكومات أو الشركات الخاصة والأفراد.
وقد بدأت الحكومات والشركات الكبرى جهودا كبيرة لتطوير منظومة متكاملة للحماية، لكن ما دورنا نحن -بوصفنا أفراد ومستخدمين عاديين- في هذه المعركة العالمية؟
بالتأكيد لنا دور كبير، وهذا ما ناقشه داني بيهار المدير التنفيذي لشركة “ويب سيف 101” (Web Safe 101) والمختص في الأمن السيبراني، وذلك في مقال له نشره موقع “فوربس” (Forbes) مؤخرا. ويؤكد الكاتب أن الجرائم الإلكترونية لا يقتصر تأثيرها على الحكومات والشركات الكبيرة؛ بل يتعداها إلى كل أفراد المجتمع، وواجب التصدي لهذه الجرائم يقع على الجميع.
وفي هذا السياق، يشير الكاتب إلى “أهمية توفير الحماية لجهاز الكمبيوتر الخاص بكل شخص، وعلى كل فرد في هذا العالم أن يقلق من اختراق بياناته الشخصية، ولا يهم نوع الكمبيوتر؛ فطالما لديك بيانات فهي معرضة للخطر، ولهذا السبب، يعد ضمان الأمان على الأجهزة الشخصية وأجهزة العمل أمرا أساسيا”. ويقدم خبير الأمن الرقمي مجموعة من الإرشادات التي على كل شخص اتباعها للبقاء محميا.
تحديث الأنظمة والبرامج باستمرار
الكثير من الناس يعتبر أن تحديث الأنظمة والبرامج التي يستخدمونها أمر مزعج وغير مهم، ومع ذلك فإن هذه التحديثات هي الدفاع الأمثل ضد الهجمات الإلكترونية، حيث تعالج التحديثات نقاط الضعف في هذه البرامج، وتحمي جهازك من المتسللين. ولتحديث برامجك باستمرار، قم بتشغيل خيار التحديثات التلقائية لتثبيتها بمجرد توفرها.
الجدار الناري
الجدار الناري أو جدار الحماية هو نظام أمان يغلق منافذ الكمبيوتر من خلال العمل كحاجز بين جهازك والإنترنت. وتعد جدران الحماية مفيدة بشكل خاص؛ لأنها تقوم بتصفية الفيروسات والبرامج الضارة والتهديدات الأخرى التي قد تتعرض لها بشكل يومي أثناء الإبحار في الشبكة.
وتأتي معظم أنظمة التشغيل بجدار حماية مدمج؛ حيث يمكنك العثور عليه من خلال الوصول إلى قسم الأمان في لوحة التحكم. وإذا كنت تريد حماية إضافية، يمكنك أيضا اختيار تثبيت جدران حماية إضافية. وفي كلتا الحالتين، تأكد من تفعيل جدار الحماية في جهازك واحرص على تحديثه باستمرار.
الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)
تقوم الشبكات الافتراضية الخاصة “في بي إن” (VPN) بتشفير اتصالك وإخفاء عنوان الـ”آي بي” (IP) الخاص بك حتى لا يتمكن مزود خدمة الإنترنت أو أي شخص آخر من مراقبة نشاطك على الشبكة.
ويعتبر استخدام شبكة “واي فاي العامة” (Public Wi-Fi) أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس، وقد يبدو هذا الأمر مريحا للكثير من البشر، ولكنه التصرف الأخطر على الإطلاق الذي يمكن أن ترتكبه؛ حيث يمكن أن يعرض كافة بياناتك للخطر. واستخدام الـ “في بي إن” يقلل من هذه المخاطر إلى حد كبير، لهذا لا تستخدم شبكات الواي فاي العامة بدون “في بي إن”؛ من أجل حمايتك.
برامج مكافحة الفيروسات
يأتي الاتصال بالإنترنت مصحوبا بنقاط ضعف متأصلة في مواجهة الهجمات الإلكترونية والفيروسات، وأهم طريقة لمكافحة ذلك هي من خلال تثبيت برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة، وهناك الكثير منها متوفر مجانا عبر الإنترنت، ومع ذلك، يجب الانتباه إلى ضرورة تثبيت برنامج واحد فقط من برامج مكافحة الفيروسات على جهازك في كل مرة، ويجب تنزيلها فقط من مصادر جديرة بالثقة.
كلمات المرور
يستخدم العديد من الناس كلمة مرور واحدة في مختلف المواقع التي يتعاملون معها، قد يكون هذا أمرا مريحا، ولكنه يعرضك لمخاطر أمنية كبيرة مثل سرقة هويتك الرقمية. من الناحية المثالية عليك استخدام كلمة مرور فريدة لكل موقع من المواقع التي تتعامل معها على أن تغيرها كل ثلاثة أشهر لضمان أقصى قدر من الأمان.
ومع ذلك قد يكون من الصعب عليك تذكر كلمات المرور المختلفة، وهنا يأتي دور برنامج “مدير كلمات السر” (password managers) الذي يستطيع مساعدتك في تتبع كلمات المرور المختلفة، ويمكنه أيضا المساعدة في إنشاء كلمات مرور قوية، والتي يمكن إدخالها تلقائيا بعد ذلك.
وتعد “المصادقة الثنائية” (Two-factor authentication 2FA) طريقةَ أمان مفيدة أخرى يجب على المستخدمين الاستفادة منها. وبهذه الطريقة، لا يمكن للمتسللين الوصول إلى حساباتك حتى لو تمكنوا من الحصول على كلمة المرور الخاصة بك؛ حيث باستخدام المصادقة الثنائية سيتم طلب معلومات تحقق إضافية مثل رمز “بي آي إن” (PIN) المرسل إلى بريدك الإلكتروني أو هاتفك المحمول.
التصرفات الشخصية
الوصول إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك عن بُعد ليست هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للقراصنة من خلالها الحصول على بياناتك، فطريقة تصرفك مهمة أيضا، وربما يكون العامل الأكثر أهمية في الحفاظ على جهاز الكمبيوتر الخاص بك آمنا هو عدم تركه أبدا دون رقابة في مكان عام. يجب قفله عند عدم استخدامه، حتى لو كنت ستبتعد عنه لمدة 5 دقائق فقط. لا تترك جهازك أبدا دون إقفال.
احذر من الروابط
أصبحت حيل الخداع -وخاصة عمليات الابتزاز الجنسي- شائعة بشكل متزايد ويمكن أن تشكل تهديدا أمنيا كبيرا، ولتجنب الوقوع ضحية لهذه العمليات لا تفتح روابط أو ملفات غير مألوفة، وكن حذرا من رسائل البريد الإلكتروني الغريبة، وقم دائما بالمرور فوق الروابط قبل النقر عليها.
النسخ الاحتياطية
إذا حدث الأسوأ وصرت ضحية للقراصنة وتم اختراق بياناتك أو سرقتها؛ من الضروري أن يكون لديك نسخ احتياطية حتى تتمكن من استعادة بياناتك في أسرع وقت ممكن، والنسخ الاحتياطي المتكرر هو الحل، ويفضل استخدام كل من التخزين السحابي والتخزين المادي لضمان أمان بياناتك.
إن اتباع هذه الإرشادات يمكن أن يساعدك على زيادة مستوى الأمان لديك، إلا أنها ليست حلولا شاملة تقضي تماما على تهديد اختراق البيانات والهجمات الإلكترونية.
عندما يتعلق الأمر بأمان جهاز الكمبيوتر الخاص بك، كن حذرا دائما.
المصدر: 24 – بلومبيرغ