أخطاء في نتائج فحوص كورونا وارتباك بين اللبنانيين… ما أسبابها وتفسيرها؟
الهواجس كثيرة والأزمات في حياة اللبنانيين لا تعدّ ولا تحصى. ومن المسائل الجديدة التي تثير قلقهم أخيراً في ظل انتشار فيروس كورون، فحص كورونا الذي يواجه كثيرون مشاكل معه لجهة نتائج الفحوص التي تبدو خاطئة في أحيان كثيرة، والتضارب الذي يحصل في #مختبرات مختلفة. فهل على اللبناني أن يعيش في حالة قلق دائمة حيال أبسط الأمور؟ وهل يتوجب عليه التدقيق أيضاً في نتيجة فحص يجريه فيعاد مرات عدة ويتحمل العبء المادي ليتأكد مما إذا كان فعلاً مصاباً بالفيروس أو لا؟
كل التوضيحات حول هذه “الأخطاء” الكثيرة التي يسجلها اللبنانيون في نتائج الفحص تعطيها رئيسة دائرة المختبرات في مستشفى الحريري الحكومي الدكتورة ريتا فغالي.
يشكو اللبنانيون من أخطاء كثيرة تسجل في نتائج فحوص كورونا ما يسبب ارتباكاً، ما أسبابها؟
في الواقع، ما يحصل مع عدد من اللبنانيين لا يعتبر من الأخطاء المرتبطة بنتيجة الفحص كما يعتقد كثيرون. فتوضح فغالي ان ثمة تفسيرات وتوضيحات علمية لكل ما يحصل. فثمة احتمال بنسبة 20 أو 30 في المئة بأن تكون النتيجة السلبية للفحص خاطئة False Negative . وقد يحصل ذلك لسببين أساسيين:
– طريقة أخذ العيّنة وسحبها: فيمكن ان تؤخذ بطريقة لا يؤخذ فيها ما يكفي من الخلايا المصابة بالفيروس في موضع معين، أو يمكن ألا يكون هناك في الموضع المعني تحديداً خلايا مصابة. علماً أن هذه المسألة لا ترتبط حكماً بمهارة من يأخذ #العينة، لكن يمكن أن يصادف ألا تكون هناك خلايا مصابة في موضع يسحب منه أو أنه ما من خلايا كافية. مع الإشارة إلى أن عملية السحب ليست صعبة إلى حد كبير.
-الفترة التي تؤخذ فيها العينة: قد لا تكون هناك معدلات كافية من الفيروس في الوقت الذي يجرى فيه الفحص وتؤخذ العينة، كما يحصل في الأيام الأولى من الإصابة أو في فترة متأخرة مع بداية التعافي. من هنا تبرز أهمية تكرار الفحص مرة ثانية بعد 48 ساعة أو 72 ساعة.
وبالتالي تشدد فغالي على أن السببين الأساسيين هما توقيت أخذ العيّنة وطريقة أخذها.
أما بالنسبة إلى النتائج المتفاوتة بين مختبر وآخر، فتعود إلى أن ثمة بروتوكولات عدة معتمدة في لبنان من دول مختلفة، وكل من هذه البروتوكولات يعتمد معايير مختلفة. فيمكن أن يبحث مختبر ما عن جينة مختلفة. فيبحث مختبر عن N Gene وآخر عن E Gene . وقد يكون أحدهما موجوداً أحياناً والآخر لا. وصحيح لا يفترض بهذا أن يحصل وفق ما توضح فغالي، إلا أن الخطأ ممكن في هذه الناحية، وهي مشكلة موجودة حول العالم في فحص كورونا وليس في لبنان فحسب. وتحصل بشكل خاص في بداية المرض وفي آخر الفترة.
والعائق الإضافي الذي تشير إليه فغالي في موضوع نتائج فحص كورونا التي تخطئ أحياناً، يرتبط بشكل أساسي بـ CT Value وقد يكون أهم الاسباب التي تؤدي إلى خلل في النتيجة. فإذا كان المعدل منخفضاً، يعكس عدد الدورات التي كانت لازمة لكشف الفيروس، وهذا يعني أن معدلات الفيروس مرتفعة. هنا يكمن الفرق في النتائج بين مختبر وآخر، حيث قد يختلف المعيار المعتمد. فإذا تخطى المعدل 30 او 34 بحسب كل مختبر، فمن المؤكد أن الفيروس لم يعد معدياً وإن كان موجوداً فلا خطر فيه. وعندها ليس هناك أية ضرورة لتكرار الفحص للتأكد لأنه حتماً لا يعدي. وبالتالي فإن الـCT Value معيار أساسي لا بد من الاستناد إليه. وفي كل دول العالم، قد تظهر النتيجة إيجابية في يوم وسلبية في يوم آخر وفق معدلات CT Value. ووفق ما توضحه فغالي كافة المختبرات في لبنان تخضع لإشراف وزارة الصحة وما من مختبرات بمستوى أقل كما يحكى، فكلّها مستوفية الشروط. لكن لا تنكر أنه في بعض الأحيان قد يحصل خطأ أيضاً في نتيجة الفحص بسبب “تلوث” في العينات من أخرى. لكنها أشارت إلى أنه إذا كان معدل الـCT Value دون الـ30 ومع أعراض، فلا داعي أبداً لتكرار الفحص، لأن النتيجة واضحة وأكيدة وهي إيجابية حكماً.
هل صحيح ما يقال عن أن ثمة أمراضاً معينة قد تؤثر على نتيجة الفحص فتكون إيجابية رغم عدم الإصابة بكورونا؟
ثمة هدف محدد يبحث عنه فحص كورونا وهو فيروس كورونا المستجد ولا يمكن أن يحصل هذا الخطأ. فالأمراض لا يمكن ان تختلط مع بعضها بحيث تكون النتيجة خاطئة فتكون إيجابية بسبب مرض آخر رغم عدم الإصابة بكورونا. قد يكون ذلك ممكناً في فحص الأجسام الضدية فقط.
ما الجديد في فحص كورونا الذي يجرى في اللعاب حالياً؟
هذا الفحص الجديد قد يكون عملياً أكثر وأسهل بالنسبة للناس، فلن يكون مزعجاً كالفحص العادي الذي يقتضي أخذ عينة من الأنف والبلعوم. لكن يجب عدم توقع أن يكون الفحص سهلاً إلى هذه الدرجة، ولا يمكن الاكتفاء بأخذ عينة عشوائية من اللعاب، بل ثمة أصول معينة لذلك وتقنية محددة. هو يجرى حالياً بحسب فغالي في بعض الدول، لكنه لا يجرى بعد في لبنان لاعتبار أنه ما من دراسات كافية تؤكد مدى دقته.
النهار