“شدّ العصب” يخرب البلد… وفي الأمس نجَوْنا
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
من قال إننا لسنا في حالة حرب؟ ومن القادر على طمأنتنا بأن ما نشهده من معارك على مواقع التواصل الإجتماعي وتهديدات وتعليقات وتوعّد وتنمّر وتهديد، ليس اشارة واضحة الى أن الجمر لا يزال تحت الرماد، وأن أي حادثة يمكن ان تكون “حادثة عين رمانة” العام 2021، طالما أن القلوب مليانة، ومنطق الحرب لا يزال حاضراً في نفوس وعقول وممارسة كثيرين؟
بالأمس اشتعلت على جبهة معراب-القومي، واستخدمت عبارات التخوين و”طويلة على رقبتن” والتذكير بقتل الأبرياء على الهوية. وقبلها كانت جولات على أكثر من محور، من يمين السياسة ويسارها، وما بينهما من متحالفين او طامحين للدخول الى النادي الحكومي او تعزيز الحضور في النادي السياسي، من الذين لا يتأخرون في لعبها “صولد وأكبر” في إطار شدّ العصب، فتنضح بياناتهم بما فيهم من تهوّر، ولو ادى الى أخذ البلاد الى المهوار. فالمهم كسب التصفيق و”التلييك” وشحن النفوس، الى حد يعلو اللامنطق على أي منطق، وكأن الانتخابات النيابية غداً، وغاية كسب الأصوات تبرر وسيلة تجييش الغرائز… ولو “فلت الملق”.
هل هذا هو المطلوب اليوم؟ وهل هكذا تخرج البلاد من النفق؟ بالطبع لا. فبالله عليكم، “دعسوا فرامات يا شباب”، لأنه “مش كل مرة بتسلم الجرة”. واذا كان “الله الحامي”، فالله أعلم الى متى يبقى كذلك، اذا ما استمر مسار افتعال الأزمات بدل اشتراح الحلول. واعلموا أن المرحلة ليست مرحلة عراضات واستعراضات، بل معالجات بالعمق للأزمات التي نعيشها، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً.
لعن الله تغليب منطق “شد العصب” على شدّ الركب لسلوك طريق استعادة لبنان، الى زمن الدولة الفاعلة، لا المفعول بها من أكثر من جهة، وعلى أكثر من صعيد.