لبنان

غريب: نعلن إطلاق التحركات وصولا إلى بديل يمهد للدولة العلمانية

نفذ الحزب الشيوعي اللبناني، تظاهرة شعبية صباح اليوم، انطلقت من أمام المصرف المركزي نحو وزارة الاقتصاد، مرورا بمجلس النواب وصولا إلى السرايا الحكومية في ساحة رياض الصلح، تحت شعار “إلى الشارع لبناء الائتلاف الوطني المعارض الذي يتيح تعديل موازين القوى في لبنان. إلى الشارع لبناء نظام سياسي بديل يرسي بناء الدولة العلمانية الديمقراطية. إلى الشارع لمواجهة المنظومة وإنتاج سلطة بديلة لإدارة المرحلة الانتقالية”.

وفي رياض الصلح، بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب، ألقت منسقة الاعلام المركزي في “الشيوعي” الزميلة كاترين ضاهر كلمة التعريف، وجهت خلالها التحية “لمن جاء إلى الشارع لاستكمال المواجهة. وها نحن هنا اليوم في الشارع، وتحديدا في بيروت التي سلبت وفجرت. جئنا دفاعا عن الوطن، لأننا نعي ما معنى كلمة وطن، الذي دفعنا في سبيله أثمانا باهظة. جئنا لنؤكد للمنتفضين في الساحات آنية وضرورة استنهاض انتفاضة 17 تشرين نفسها الثوري. لنواجه ونحاسب ونسقط هذه المنظومة الحاكمة”.

وقالت: “ها هو الإنهيار الشامل وقع، والذي لطالما حذرنا منه ولم نتوان طيلة السنوات الماضية عن افتراش الساحات والشوارع، في مسيرات وتحركات احتجاجية ومطلبية، ومحطات نضالية متعددة لمواجهة الطغمة الحاكمة وسياساتها الاقتصادية والنقدية وبخاصة الضرائبية المجحفة بحق الفقراء، بهدف تغيير هذه السلطة السياسية التي لا تستطيع إلا أن تكون سلطة محاصصة ومحسوبيات وزبائنية”.

وختمت: “أميننا العام الرفيق حنا غريب منذ سنوات وعدنا بأن نحاصرهم. ونستمر في محاصرتهم. وأينما كانوا فكلنا معا، بقبضات مرفوعة وأصوات مدوية جئنا إلى الشارع. ومستمرون. فكما قال بالأمس لا خيار لشعبنا لإنقاذ لبنان من خطر المنظومة الحاكمة، إلا تحويل الانتفاضة إلى ثورة وطنية ديموقراطية تطيح بهذه المنظومة ونظامها”.

غريب
وألقى الأمين العام للحزب حنا غريب كلمة قال فيها: “لوجعكم وآلامكم، لأجل أحلامكم نزلنا إلى الشارع. لأجل كل طفل نام وينام على فراش الجوع والصقيع والمرض، لكل أم تضرب اليوم كفا بكف، تفتش عن زاوية دفء، وحبة دواء وبعضا من حليب وغذاء لأولادها. لكل أب وعائلة ذرفت الدمع حزنا على فقدان شهيد في انفجار المرفأ. لكل من تهدمت بيوتهم وتشردت عائلاتهم. لصغار المودعين الذين نهبت أموالهم. للمهمشين والمتعطلين عن العمل. لمن تبخرت أجورهم وتعويضاتهم وأفلست مؤسساتهم. لشبابنا وطلابنا في الخارج. لمعاناة أهلهم، ولكل من ضاقت بهم الدنيا ووقعوا أسرى البطالة والعوز والفاقة وتراكم الديون. لوقف نزيف هجرة الكوادر والكفاءات، وفتح ثغرة في جدار الأزمة. من أجل كرامتنا الوطنية، خرجنا حاملين أعلامنا. مناجلنا والمطارق كعنوان لإنقاذ وطننا، لبناء اقتصاد وطني منتج في الصناعة والزراعة والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات المتقدمة، بديلا من النموذج الاقتصادي الريعي الذي انتهى إلى السقوط. وبديلا من سياسات الاستدانة والاستعطاء ورهن البلاد والعباد للخارج، وتأكيدا لأن الخروج من الأزمة يبدأ من الداخل، لا من أوصياء الخارج ومشاريعه المدمرة. فكل التحية لكم جميعا وقد نزلتم إلى الشارع رغم كل الصعوبات، متحدين أخطار الإصابة بكورونا”.

أضاف: “خرجتم ولم تخيبوا آمال شعبكم في تصميمه على الاستمرار في تصعيد المواجهة على طريق التحرر الاجتماعي والوطني، وهي طريق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي جمعت نضالها التحرري ضد الأحتلال الصهيوني مع نضالها من أجل التغيير والتحرر من تبعية النظام السياسي الطائفي ومنظومة الاستغلال والفساد. جئتم اليوم إلى الشارع للمشروع الذي من أجله مشينا وانتفض اللبنانيون، من أجل مشروع الدولة العلمانية الديموقراطية. دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية. دولة مقاومة للتطبيع وللكيان الصهيوني واحتلاله وعدوانه. نزلتم من أجل مشروع الانتقال بلبنان إلى نظام سياسي يرسي بناء هذه الدولة بالاستناد إلى أوسع ائتلاف سياسي لقوى التغيير، يتولى مسؤولية قيادة الصراع ضد المنظومة الحاكمة، وإنتاج سلطة بديلة لإدارة المرحلة الانتقالية. تقر رزمة من القوانين الاشتراعية وفي مقدمها قانون للانتخابات النيابية يعتمد النسبية خارج القيد الطائفي، والدائرة الواحدة انطلاقا من المادة 22 من الدستور”.

وتابع: “جئتم شاهرين مشروعكم بمواجهة مشاريع المنظومة الحاكمة التي تسعى إلى إعادة إنتاج دويلاتها وتبعياتها وطائفياتها ومذهبياتها التي لا تنتج إلا الحروب المدمرة. وبمواجهة الدعوات لمؤتمر دولي أو تأسيسي جديد يقود إلى تسوية طائفية جديدة، ومحاصصة جديدة تؤيد النظام الطائفي الإفقاري المولد للحروب الأهلية إلى ما لا نهاية… أما آن الأوان لمحاسبة هذه المنظومة على ما ولدته هذه المشاريع من محن؟ أما آن الأوان لنتعظ من دروس هذه التجارب فنضع حدا لعدم تكرارها؟”

وقال: “كشفت المنظومة الحاكمة لبنان وشعبه أمام العالم، وأمام العدو الصهيوني المتربص بلبنان. ارتكاباتها هي عدوان على كرامة اللبنانيين التي عجز العدو الصهيوني عن النيل منها. والاعتداء على الكرامات أسوأ من الحرب الأهلية، وأصعب من القمع والاعتقال والقتل وعدم توفير اللقاح المجاني لجميع اللبنانيين، وإجراءات الموازنة الجائرة والرفع العشوائي للدعم الذي يصيب رغيف الخبز وحبة الدواء والمحروقات والانقطاع المتواصل للكهرباء، والارتفاع الكبير في الأسعار وخراب التعليم الرسمي والجامعة الوطنية وغياب الكابيتال كونترول، واللائحة تطول وتطول ولا محاسبة ولا عقاب. من يحاسب من؟ كل يلقي المسؤولية على الآخر”.

وتحدث عن “الخطوة الهامة التي قامت بها وزيرة العدل من أجل تسريع إطلاق سراح المناضل جورج ابراهيم عبدالله، المعتقل في السجون الفرنسية من دون وجه حق، مؤكدين مواكبتنا ورفع صوتنا انتصارا لهذه القضية التي نعتبرها قضية وطنية بامتياز. ومن موقعنا كحزب مقاوم، حزب المقاومة الوطنية اللبنانية، نقول إن آخر من يحق لهم الكلام وإلقاء مسؤولية الانهيار على سلاح المقاومة، هم الذين يريدون أخذنا إلى التطبيع مع العدو الصهيوني، وفرض الشروط الأميركية، وهو ما علينا مواجهته في إطار مقاومتنا الوطنية الشاملة ضد كل أطراف هذه المنظومة الحاكمة المتمسكة ببقاء هذا النظام الطائفي وحمايته”.

وأضاف: “كفى مراهنات على تسويات خارجية لا تزال مفقودة ويدفع ثمن انتظارها اللبنانيون من حياتهم اليومية. ومن يدعوننا لانتظار التسويات إنما يدعون للاستسلام للكارثة ومصادرة الشارع وخلق التوترات والصدامات لحصر الصراع بين أطراف المنظومة الحاكمة، وتصويره صراعا طائفيا مذهبيا وجعل التسويات تحت سقف هذا النظام السياسي الطائفي البائس”.

وختم: “نعلن اليوم إطلاق التحركات وتوسيعها مع كل قوى التغيير الديموقراطي، وبشكل تدريجي متصاعد لتتوج في عيد العمال في الأول من أيار، ليكون يوما وطنيا للانقاذ الحقيقي، على يد كادحيه، عمالا وشبابا ونساء، وأجراء ومهمشين ومتعطلين من العمل ومهنيين وموظفين ومعلمين ومتعاقدين ومتقاعدين ومستأجرين…وصولا إلى قيام البديل السياسي الممهد للدولة العلمانية الديموقراطية، دولة العدالة الاجتماعية”.

lebanon24

مقالات ذات صلة