حتّى الهواء وصل ثمنه إلى 1000 دولار!
كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
لم يعد اللبنانيون يستوعبون ما يحدث لهم من استغلال جائر عقب تفشي الوباء العالمي “كورونا”، وباتوا يلتفتون إلى العدّاد الرسمي لحجم الإصابات التي تطالعهم بها وزارة الصحة كل مساء، فحجم الإصابات واسع إلى درجة غير معقولة، وصلت الى حدود أتخمت معها المستشفيات الحكومية ومراكز العزل الصحي، بالإضافة إلى المستشفيات الخاصة حيث امتلأت الأسرة والأجنحة.
في غضون ذلك، أثارت تصرّفات مافيات “الاوكسيجين” الذين يوصَفون بـ”مافيا الموت”، استياء الناس. ويقول أحد مُصابي كورونا عن هؤلاء انهم لا يعرفون الرحمة، حيث قام بشراء أسطوانة الاوكسيجين بـ 350$، وبالعملة الصعبة.
وتباع أسطوانة الأوكسيجين، بأسعار مرتفعة ويُتوقع زيادة سعرها ليصل إلى 1000 دولار أميركي، أي ما يعادل 9 مليون ليرة لبنانية في ليلة واحدة، من دون احتساب سعر القارورة الحديد.
ففي مشهدية بشعة، لم نرَ أشد وطأة وأكثر قسوة ودناءة من ذلك، كما ان استحواذ بعض معدومي الضمير وفاقدي الرحمة على أسطوانات الاوكسيجين بشكلٍ كبير، لإخفائها وطرحها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة من دون أن يهتز لهم طرف في ما يعانيه المرضى من اللبنانيين وأنفاسهم التي تكاد تنقطع لحاجتها لهذا الهواء في حين يخزنها هؤلاء القتلة للمزيد من الارباح التي لا “تشبع”.
تجارة بدأت فعلياً، على استغلال أزمة كورونا والمتاجرة بالهواء والأنفاس بأسعار خيالية. كنا نقول لم يتبقَ سوى الهواء الذي نتنفّسه، لم يُحتكر ويباع في السوق السوداء لندفع ثمنه مضاعفاً لتجار الأزمات وأمراء الحرب. أما الآن، وبعد انتشار الوباء، بتنا ندفع ثمن الأوكسيجين أضعافاً!
يبقى السؤال هل هناك مسؤولون متورطون في الدولة؟ هم يستغلون مصانع تعبئة اسطوانات الأوكسيجين التي تستخدم للحالات الحرجة لمرضى كورونا والمستشفيات، للأزمة الحالية، وتعبئة الاسطوانات بأسعار مبالغ فيها.. بغرض الربح؟!