سرقات نادرة تؤرق المواطنين قبل الأعياد
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
الأعياد المجيدة تحلّ هذا العام على غير عادتها، فيها غصّة، بلا بهجة، تغيب عنها الأنشطة بعد القيود التي فرضتها جائحة “كورونا” والأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، لتضاف اليهما موجة السرقات المتفاقمة التي تؤرق أبناء مدينة صيدا مع نهاية كلّ عام. ولكن ما يميّزها اليوم ليس ارتفاع عددها بل طريقتها وأسلوبها، بدءاً من الخلع والكسر، مروراً بالنشل وصولاً الى سرقات غير متوقّعة وصلت الى حدّ عدّادات الكهرباء.
مختار حيّ “رجال الاربعين” في صيدا نعمان عفارة، واحد من ضحايا السرقات الكبيرة، إذ دخل لصوص منزله في عين الدلب – القرية، وسرقوا نحو مئة مليون ليرة لبنانية، كان جمعها لاستكمال دفع ثمن منزله الجديد، ويروي لـ”نداء الوطن” تفاصيل ما جرى، فيقول: “لقد ذهب جنى عمري بالكامل، بعت منزلي القديم في تعمير عين الحلوة قبل خمسة أشهر بـ 75 مليون ليرة، وحلى زوجتي بـ 30 مليون ليرة، كي أستكمل دفع باقي أقساط منزلي الجديد. هذه الصفعة الثانية خلال هذا العام، إذ سبق وسلب المصرف أموالي كما فعل مع باقي المودعين بسبب الأزمة المالية، كلاهما، المصرف واللصوص متساويان عندي، سرقوا جنى عمري ولن أسامحهما”.
وسرقة المختار عفارة لاقت استياء كبيراً من زملائه المخاتير وفاعليات المدينة وأبنائها، سيّما وأنّه حريص على عدم ترك المنزل مع عائلته، ويقول: “هو اليوم الوحيد الذي خرجت منه لبضع ساعات مع عائلتي الى بلدة معركة لتغيير الأجواء، بعدما ضاق خلقي من الحجر بسبب “كورونا”، ولكن للأسف النتيجة كانت كارثية”، مشيراً الى أنّ القوى الأمنية تواصل تحقيقاتها لمعرفة اللصوص بعدما أخذوا البصمات، وتدقّق في طريقة دخول المنزل الكائن في مبنى جديد”.
وبالرغم من تكثيف القوى الأمنية لدورياتها واستنفارها لمواكبة الاعياد المجيدة، الا أنّ المدينة شهدت خلال الأسابيع الماضية موجة سرقات، ومنها ما يحدث للمرّة الأولى، اذ أقدم لصوص على سرقة بعض عدّادات الكهرباء من مبنى الدندشلي في حي الزهور الشعبي ذي الكثافة السكانية، اضافة الى سرقة قضبان الالمنيوم من المصعد، حيث فوجئ قاطنو المبنى بهذه السرقة الغريبة، وأبلغوا مؤسسة كهرباء لبنان الجنوبي لتركيب عدّادات جديدة لهم.
ولم تسلم سيّدات من نشل حقائبهنّ او هواتفهنّ، وهي ظاهرة نادرة في المدينة، اذ تعرّضت سيّدة لنشل هاتفها من زجاج سيارتها اثناء اجرائها مكالمة منه وهي متوقّفة وسط الازدحام على الطريق الممتدّ بين مستديرتي الاميركان والعربي، حيث فر السارق بواسطة درّاجة كهربائية من دون ان تتمكّن من اللحاق به، بينما تعرّضت سيدة أخرى الى نشل حقيبتها في “البرّاد”.
ويقول أمين سر “تجمّع المؤسسات الأهلية” في منطقة صيدا ماجد حمتو لـ”نداء الوطن”: “بالتأكيد ليس الفقر هو سبب السرقات، لكنّ الوضع الاقتصادي والمعيشي المزري والأمن الهشّ سيؤدّي الى ازديادها كنتيجة طبيعية”، ومثال على ذلك “ظاهرة التسوّل المنتشرة عند الاشارات في المدينة للأطفال وفئات عمرية مختلفة، ليست بسبب الفقر بل باتت مهنة منظّمة”، مؤكّداً انّ “المطلوب معالجة على مستويات أمنية عدّة في الدرجة الأولى لوقف السرقات، واجتماعية من خلال خطّة تنموية لاقامة المشاريع وتوفير فرص العمل ومعالجة الضائقة المعيشية”.