إستياء شعبي… والمعركة على لقمة العيش
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
عاد «نواب العزاوات» الى الواجهة مجدداً، بعد غياب قسري بسبب «كورونا»، حال إستياء شديد تسود الشارع النبطاني والقرى، مع تسجيل عدم رضى عن سلة الترشيحات المرفوعة، سواء من «حزب الله» و»أمل»، او من المعارضة بشقيها. وبالتالي الرهان على التغيير سقط في حفرة الاسماء المطروحة، وبعضها غير معروف على الساحة، ومن ضمنها المرشح الثالث عن دائرة النبطية ناصر جابر المحسوب على «أمل»، ويرى ابناء النبطية والقرى انه سقط بـ»الباراشوت» عليهم، سيما وانه مغترب منذ زمن طويل، وسيحتل مقعد النائب ياسين جابر، وبالتالي قد يذهبون نحو خيارات تضر بالحاصل الإنتخابي للثنائي، وتحديدا «أمل»، رغم تأكيدهم نجاح اللائحة.
لا ينكر احد المطلعين على الحراك الانتخابي، ان المرشح الثالث قد يسقط في صندوقة الإقتراع، ولن تتمكن اصوات جماهير «حزب الله» من حمله الى الندوة البرلمانية، وبالتالي هناك حظوظ ولو ضئيلة تصب لمصلحة المعارضة المنبثقة عن ساحة حراك النبطية، بمرشحها علي وهبي، في حين تدرس المعارضة الثانية، وتضم في صفوفها امين صالح، المحامية بشرى الخليل والمحامي حسن بزي، خياراتها بين الترشح أو المقاطعة، وبالتالي تشتت واضح لاصوات الحراك الاعتراضي، والذي يخدم الثنائي.
حتى الساعة لم يتم الاعلان عن لوائح المعارضة ولا اسماء المرشحين بشكل رسمي، بإنتظار حسم اسماء مرشح النبطية من جهة معارضة حراك النبطية بين الدكتور علي وهبي ونعمت بدر الدين، فيما ستعلن المعارضة المنبثقة عن اللجنة الوطنية لدائرتي الجنوب الثانية والثالثة قرارها اليوم بالمشاركة او المقاطعة. لا صوت يعلو فوق صوت معركة الدفاع عن لقمة العيش في قرى النبطية، فصراع الاحزاب والمعارضة وبياناتهم الانتخابية لا تعنيهم، فلا نواب النبطية الحاليين وقفوا في جبهة الدفاع عن مصالحهم وحقوقهم ومكتسباتهم الشرعية الاساسية (مياه كهرباء صرف صحي طرقات)، ولا المعارضة تمكنت من تحقيق تغيير وفتح كوة في جدار الفساد. ويسأل النبطانيون وابناء القرى ماذا قدم النواب غير واجب العزاء؟ ماذا فعلوا في ملف النفايات العالق في تجاذبات «أمل» ـ «حزب الله» وقد تراكمت في الشوارع، وتحويل القرى مكبات عشوائية، اذ يسجل على النواب الثلاثة فشلهم الكبير في معالجة ازمة مكب ومعمل الكفور، وكأنهم «ما بيمونو» على رئيس بلدية محسوب اصلاً على «حزب الله»، ولا على رئيس اتحاد محسوب على «أمل»، ولم يحسموا الصراع الدائر منذ سنوات بل تلهوا في خطابات منابر العزاء. ووفق احد المتابعين «فشلوا في مهمتهم، ولم يحققوا للناس اي خدمة تذكر، ما عدا الخدمات الانتخابية التي بدأت تفعل فعلها، ترقيع طرقات، توزيع اموال على الناس، معونات، وتحقيق مكاسب وهمية باتت مفضوحة»، سائلاً: «أين كانوا طيلة السنوات الماضية، ما المشاريع التي جلبوها للمنطقة، لا شيء، فلماذا ننتخبهم»؟
في تول المحرومة من كل الخدمات، 5 آلاف صوت تقريباً، معظم سكانها من قرى مختلفة، تتبع إدارياً لبلدية الكفور المحسوبة على «حزب الله»، وقد حولت البلدة منجم ذهب تجني منه الضرائب من القيمة التأجيرية وتحرمها الخدمات، النفايات في الطرقات، المياه لا تصل الى المنازل، الكهرباء الاشتراك وكل شيء، لم تفلح استغاثات الاهالي بإستعطاف النواب لايجاد حل لازماتهم، ما دفعهم للتلويح بمقاطعة الانتخابات، وبالتالي تسجيل خسارة كبيرة للائحة الثنائي، وهذا الامر يدركه جيداً الحزب كما الحركة، وتشير المعلومات الى ان لتول ثقلها في المعركة الانتخابية، اقله في الصوت التفضيلي، العتب الكبير الذي يسجل على الاحزاب سينسحب حتماً على تسجيل مقاطعة، وسط سؤال الناس من يعاقب أهالي تول ولماذا؟