أمنلبنان

سرقات بغياب الكهرباء والإنترنت.. وابتزاز!

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”: 

بين سندان انقطاع التيار الكهربائي والانترنت ومطرقة السرقات، يقبع اهالي النبطية هذه الأيام، يواجهون العاصفة باللحم الحي. فالكهرباء بالكاد تحضر ساعتين في النهار، ومعظم أصحاب الاشتراكات عادوا لنظام التقنين نتيجة شح المازوت من السوق المحلية، وأضيف اليه انقطاع خدمة الانترنت عن قرى عدة ومنها الدوير الشرقية ومحيطها، ما انعكس سلباً على التعليم عن بعد الذي عادت اليه مدارس عدة نتيجة تفشي كورونا، فدبّت الصرخة في القرى التي تواجه جحيم الازمة المستجدة، وتترافق مع موجة سرقات غريبة عجيبة، إذ يقتحم السارق المنازل مستغلاً العتمة وغياب الانترنت لينفذ جريمته ويسرق ما يقع تحت يديه من دراجات نارية، ادوات كهربائية، حديد، بطاريات وغيرها. وكل ذلك يحصل تحت مرأى القوى الامنية التي تفشل حتى الساعة في القبض عليهم، رغم سهولة التعرف اليهم من خلال اصحاب البوَر التي تشتري المسروقات بالدولار الفريش.

بددت الأزمات المتلاحقة احلام الناس بتغييرات محتملة، اذ يشتمّ محمد كما غيره رائحة ازمات خطيرة في الافق ستطال حياتهم في الصميم، وبدت طلائعها مع رفع اقساط المدارس الخاصة التي بدأت تفرض رسوماً جديدة من خارج الاتفاق مع الاهالي فاعترضوا لانها تثقل كاهلهم.

وقد تفاجأت فدوى بقرار مدرسة اولادها في الدوير برفع القسط مليوناً و650 الف ليرة، وهي الاضافة الثانية لهذا العام بعد زيادة المليون بداية العام، وتقول: «الزيادة الطارئة مخصصة بحسب المدرسة للتدفئة والرسوم التشغيلية»، مستغربة الامر «اذ ان المدرسة لم تشغّل المدافئ سوى ثلاثة ايام، اضف الى أن قسماً كبيراً يخضع للتعليم عن بعد».

«مش قادرين ندفع» قرار المدرسة صدم الاهالي مردّدين لدى الادارة «مش قادرين ندفع»، رفعوا الصوت عاليا معترضين «لان الزيادة غير مبررة وخارج الاتفاق الاولي».

يبدو ان هناك قراراً ضمنياً برفع الاقساط المدرسية لدى المدارس الخاصة، وقد ينسحب من مدرسة الى اخرى، ويظهر ان ذلك سيجابه برفض من الاهالي ووضعهم الصعب، نتيجة تهاوي معاشاتهم وقدرتهم الشرائية وارهاقهم بالضرائب غير المباشرة نتيجة فرق الدولار.

وتؤكد سارة أن الزيادة الجديدة قاسية، سيما وأن راتب زوجها بالكاد يصل الى مليونين، والتعليم عن بعد يواجه بصعوبة الانترنت المقطوع او البطيء جداً. وقد هددت المدرسة الاهالي «إن لم تدفعوا الزيادة لن يكون هناك معلمون للتدريس» اي انه، وفق سارة، «وضعونا بمواجهة الاساتذة كنوع من الابتزاز إما الدفع او «باي باي» للعام الدراسي. وعليه، فإن المواجهة المقبلة ستكون حتماً مع المدارس، ومرحلة تخبط خطيرة تنتظر الاهالي، ما سيضع العام الدراسي على المحك.

أين نواب المنطقة؟ ما يعانيه الاهالي من ازمات متعددة لم يحرك نواب المنطقة، اقله باتجاه ايجاد الحلول، لان الكهرباء أدت الى انقطاع في المياه وعطل في الانترنت، اي ان دورة الحياة شبه متوقفة تماماً كتوقف النواب عن تلقف ازمات الناس وتركهم لمصير مجهول، فإلى متى؟!!

مقالات ذات صلة