تحقيق يكشف هوية مالك شحنة الأمونيوم الذي انفجر في بيروت
بعد عام على انفجار شحنة هائلة من نترات الأمونيوم في بيروت، حسم تحقيق استقصائي لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP.ORG) واحداً من أكبر الأسئلة العالقة: مَن هو المالك الحقيقي للشحنة؟ يكشف تعقُّب الوثائق أن المالك هو شبكة لتجارة الأسمدة، يمتد عمرها عقوداً، يديرها أوكرانيون وتتخفّى تحت ستارٍ من الوكلاء والشركات الوهمية.
بقلم: أوبري بلفورد، ويانينا كورنينكو، وإزوبيل كوشيو، وفراس حاطوم، وستيليوس أورفانيدس
خلال العام الذي مضى منذ انفجار شحنة هائلة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، وتدمير جزء من العاصمة اللبنانية، كان أحد أبرز الأسئلة وأهمها هو الأصعب في العثور على جواب له: مَن هو المالك الحقيقي للشحنة؟
بعد عام على انفجار شحنة هائلة من نترات الأمونيوم في بيروت، حسم تحقيق استقصائي لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP.ORG) واحداً من أكبر الأسئلة العالقة: مَن هو المالك الحقيقي للشحنة؟ يكشف تعقُّب الوثائق أن المالك هو شبكة لتجارة الأسمدة، يمتد عمرها عقوداً، يديرها أوكرانيون وتتخفّى تحت ستارٍ من الوكلاء والشركات الوهمية.
نيترات الأمونيوم المفقودة
على رغم الدمار المذهل الناتج عن الانفجار، هناك علامات على أن جزءاً ضئيلاً فقط من الحمولة الإجمالية لسفينة روسوس كان لا يزال في مرفأ بيروت عند وقوع الانفجار.
وتشير تقارير إلى أن تحقيقاً أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي قد خلَصَ إلى أن 20 في المئة فقط من حمولة سفينة روسوس من نيترات الأمونيوم هو ما انفجر. وهذا ما زاد من الأسئلة حول مصير النسبة الباقية (أي 80 في المئة من الحمولة)؛ بما في ذلك احتمال أن تكون قد سُرِقت من مرفأ بيروت.
ولكن اتضح أن حتى معرفة مالك سافارو يمثّل تحدياً. فالمساهمون الحقيقيون في الشركة يتخفّون خلف مجموعة من المديرين والمساهمين بالوكالة في ملاذات آمنة.
وأصبح فولوديمير فيربونول، وهو رجل أعمال أوكراني يمتلك شركة بالاسم نفسه في مدينة دنيبرو، تحت المجهر. ولكن بعد إنكاره أمام الصحافيين وجود أي صلة بينه وبينه شحنة بيروت، أفلت فيربونول من الوقوع تحت مزيد من الاهتمام.
وقد أثبت الآن تحقيق استقصائي لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” وشركائه من الإعلاميين أن فيربونول في الواقع هو من يقف خلف سافارو. إذ تثبت عملية تعقُّب الوثائق التي قام بها الصحافيون أن فيربونول ليس وحده مَن يدير شركة سافارو، بل إن الشركة جزء من مشروع كبير وعمره عقود، لتجارة الأسمدة من الفئة التقنية التي تدخل في صناعة المتفجرات. كانت شبكة الشركات التي مقرها مدينة دنيبرو الأوكرانية تمتلكها وتديرها شبكة من رجال الأعمال، ومنهم قطب بارز على المستوى الوطني في قطاع الإنشاءات.
أخفت هذه الشبكة عمليتها وراء ما لا يقل عن ستة أسماء تجارية وعدد من الشركات الوهمية التي توزعت على إنكلترا وأسكتلندا ومنطقة البحر الكاريبي وأوكرانيا وجنوب المحيط الهادي و وولاية أركنساس الأميركية.