هل يعتبر “المستقبل” اكبر الخاسرين فعلا؟
منذ لحظة الاعلان عن التشكيلة الحكومية تكاثرت التحليلات التي تقول بأنه وبمجرد التأليف فإن الخسارة العملية للرئيس سعد الحريري قد وقعت، وان رئيس تيار المستقبل لضربة جدية سيكون لها تأثير على مستقبله السياسي.ولكن في التحليل المنطقي لا يبدو ان تشكيل الحكومة بحد ذاته يشكل اي ضرر للحريري، بل قد يصح العكس.
استطاع الحريري ابعاد نفسه عن الواجهة السياسية، والحكومية في لحظة الانهيار الكبير، وبعيدا عن نتائج العمل الحكومي المقبل، غير ان القرارات التي ستتخذها الحكومة خلال فترة ولايتها لن تكون مرضية لجميع اللبنانيين، وبالتالي فان جلوس الحريري في الظل سيجنبه الهجمات الاعلامية والشعبية.
في الشكل، يشكل الابتعاد عن الحكومة، مكسبا جيدا للحريري قبل الانتخابات النيابية المقبلة، قد يتمكن من استغلاله بشكل حقيقي.
الاهم ان الحريري البعيد عن رئاسة الحكومة ستكون لديه فرصة جدية من اجل التفرغ للتحضير للانتخابات النيابية، والعمل على الحد من خسائره التي تكبدها منذ ١٧ تشرين الاول عام ٢٠١٩، بالاخص ان بعض المقربين منه ينقلون عنه انه مقتنع بضرورة اعادة تنظيم تيار المستقبل ليكون قادراً على احداث فارق انتخابي.
يعتقد البعض ان” تيار المستقبل” وصل الى ادنى مستوياته الشعبية قبل تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، وان اشتباكه السياسي والحكومي مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كان لصالحه، وان اعتذاره لم يضره شعبيا بل على العكس من ذلك.
بعض المراقبين يعتبر ان “خسارة” الحريري سياسيا مرتبطة بعلاقاته الخارجية اكثر من ارتباطها بواقعه الشعبي، اذ ان الرجل قادر على ترميم كتلته الجماهيرية في حال توفر له امران هما الامكانات المالية ، والغطاء الخارجي، والسعودي تحديدا، اما تشكيل الحكومة بمعناه العام، فهو لصالحه كما لصالح جميع القوى السياسية الراغبة بالحد من الانهيار والقيام بالاصلاحات قبل الانتخابات النيابية.
lebanon24