اخبار بارزةلبنان

سنة على انفجار المرفأ وأهالي الضحايا لن يسامحوا.. آمالهم على القاضي البيطار وعدالة السماء

تحت عنوان “سنة على انفجار المرفأ وأهالي الضحايا لن يسامحوا ولن ينسوا ومستمرون في التحرك ولو سنوات وآمالهم على القاضي البيطار وعدالة السماء”، كتبت أميمة شمس الدين في “الوكالة الوطنية للإعلام”. وجاء في التحقيق:
سنة مرت على انفجار مرفأ بيروت، انفجار هز العالم بأسره ودمر مدينة بل بلدا بأكمله، انفجار صنف أنه ثالث أقوى انفجار في العالم وأدى الى استشهاد أكثر من 200 شخص وما يزيد عن 6 آلاف مصاب وعشرات المفقودين، وحوالى 300 ألف مشرد من منازلهم، ونحو 800 اعاقة دائمة وموقتة، إضافة إلى آلاف المنازل التي دمرت أو تضررت.

بعد سنة يسقط كل الكلام أمام دمعة أم وحرقة أخ ووجع أب وكل من فقد عزيزا وغاليا لا يعوض. ولن يخفف من آلام هؤلاء الا كلمة حق، تظهر الحقيقة وتدين المرتكبين الذين تسببوا بشكل مباشر او غير مباشر بهذا الانفجار. انها جريمة بحجم وطن لم تطل فقط من اصيب بالانفجار بل طالت بلدا وشعبا بأسره، وجميعنا لن ننسى.
شمس الدين
الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين أوضح في حديث لـ”الوكالة الوطنية للاعلام”، ان انفجار مرفأ بيروت في 4 آب أدى الى أضرار في دائرة قطرها 705 كلم، ولكن المنطقة الاكثر تضررا كانت في دائرة قطرها 2,5 كلم. وبلغ عدد الوحدات المتضررة 85744 وحدة موزعة كالآتي: 62 الف وحدة سكنية ( 7500 وحدة متضررة كليا)، و 14الف مؤسسة تجارية، 6200 شركة ومكتب، 4 الاف مؤسسة تضم مطاعم ومدارس ومستشفيات”.

وقال: “الاضرار في المرفأ كانت في الاهراءات الخاصة بالقمح، بضائع بقيمة 350 مليون دولار تضررت بالحريق. اما محطة الحاويات حيث العمل الاساسي للمرفأ فقد تضررت بنسبة 95 %، لكنها عادت الى العمل بعد ايام قليلة”.

اضاف: “الخسارة المباشرة قدرت بـ 4 مليارات دولار، اما الخسائر غير المباشرة نتيجة توقف الاعمال فقدرت ب2 مليار دولار، ولكن الخسارة الكبيرة التي لا تعوض فهي اكثر من 200 شهيد و 6500 جريح منهم من أصبحوا معوقين”.
كاريتاس
ماذا عن المساعدات التي قدمت للمتضررين، قال رئيس رابطة كاريتاس الاب ميشال عبود لـ”الوطنية”: “اننا لا نعلن عما قمنا به بعد انفجار 4 آب من أجل الدعاية او لتمنين الاشخاص الذين قدمنا لهم المساعدة، وانما لنشكر المحسنين من لبنان ومن الخارج الذين ساعدوا من خلالنا كل هؤلاء الاشخاص. ومهما قدمنا للمتضررين جراء الانفجار سواء لمن فقدوا احد افراد أسرتهم او تهدمت منازلهم او أصيبوا باضطرابات نفسية فلا شيء يعوض خسارتهم”.

أضاف: “لا بد من ان نذكر ما قامت به رابطة كاريتاس لبنان منذ اللحظة الاولى لوقوع الانفجار وحتى اليوم. فشبيبة كاريتاس كانت على الارض وفي جهوزية كاملة منذ وقوع الانفجار لمساعدة المتضررين وفرز المصابين في المستشفيات والمساهمة في الإسعافات الأولية. وفي اليوم التالي، تم نصب خيمتين لكاريتاس في الاشرفية ومار مخايل لتقديم الاسعافات الاولية والادوية والوجبات الساخنة، اضافة الى تأمين سكن في الاديرة للذين تضررت منازلهم. كما جالت شبيبة كاريتاس على السكان الذين لم يخلوا منازلهم رغم تضررها لمساعدتهم وتأمين حاجاتهم من ادوية ووجبات ساخنة”.

وتابع: “بعد ذلك، بدأنا نحصل على هبات ووعود ببرامج من جمعيات من الخارج، نظرا لثقة الجمعيات المانحة بنا من خلال عملنا على الارض بطريقة علمية، اضافة الى حصولنا على مساعدات من لبنانيين مقيمين ومغتربين. ومن ضمن هذه البرامج تقديم مساعدات مالية للعائلات بالدولار، توزيع مواد غذائية ومواد تنظيف وتعقيم اضافة الى أدوات كهربائية. كما تمكنا من ترميم 1300 شقة بتمويل من دولة هنغاريا و
كاريتاس المانيا اضافة الى مساعدات من مكاتب كاريتاس من دول عدة. بعض المشاريع مستمرة مثل تقديم الادوية ومساعدة المصابين في الانفجار الذين ما زالوا بحاجة لاجراء عمليات جراحية. كذلك عملنا على الدعم النفسي، لان السكان وخصوصا الاطفال تعرضوا لاضطرابات نفسية بعد الانفجار، لذلك طلبنا من الجهات المانحة التمويل لتأمين معالجين نفسانيين لمواكبة هؤلاء كي يتمكنوا من تخطي ازمتهم”.

وشدد الاب عبود على “أهمية التنسيق والتعاون مع الجمعيات الاخرى لتنظيم وتوزيع المساعدات لتشمل اكبر عدد ممكن”، وقال: “حتى الآن قدمنا مساعدات بقيمة 15 مليون دولار، وكل ما حققناه كان بفضل مساهمات الكثير من القلوب الخيرة والايادي البيضاء. مهما قدمنا من مساعدات لا يمكننا التعويض على الاشخاص الذين تضرروا جراء انفجار بيروت، فالانفجار افقدنا منازلنا واحباءنا وعملنا وأمورا كثيرة، لكننا لن نفقد ايماننا، وعلينا معرفة قيمة الايمان الذي لا يلغي المرض ولا العنف انما يعطي القوة للانسان لتحمل الالم وتخطي المشاكل”.

وختم: “لقد سقطت بيروت عبر التاريخ مرات عدة وتدمرت في الحرب ولكن الحياة استمرت، ونحن واليوم نعيش هذه المرحلة، وما حصل كان خارج ارادتنا، لكن يجب ان نكمل الحياة رغم كل ما خسرناه بمعنوياتنا المرتفعة وصمودنا وايماننا وصلاتنا، وعلينا جميعا ان نقف وقفة ضمير لنعرف كم نساهم من قريب او من بعيد في تحمل مسؤولية معينة وكم نساهم في صنع تاريخ هذا البلد من خلال حضورنا في تحمل المسؤولية”.

حطيط
ماذا عن عوائل الشهداء، تحدث الناطق الرسمي باسم لجنة عوائل شهداء تفجير مرفأ بيروت ابراهيم حطيط عن استشهاد شقيقه ثروت محمد حطيط، فقال: “تبلغنا باستشهاد اخي بعد 12 يوما من الانفجار. كنا نبحث عنه في المسشفيات الى أن تم العثور على رأسه، لا استطيع ان أعبر عن بشاعة المشهد والوجع والالم عندما دفنا أجزاء منه في صندوق بطول 50 سم”.

اضاف: “بعد مرور سنة على الفاجعة التي أدمت قلوبنا وقلوب اللبنانيين، وبعد نضال وكفاح على كل المستويات طيلة هذا العام، كان همنا الاول كيف نحقق لاهالي الشهداء الاستقرار الاجتماعي. ولذا ضغطنا لمساواة شهدائنا بشهداء الجيش. وبعد عناء طويل تمكنا من الحصول على توقيع الرؤساء الثلاثة”، مذكرا بأول اعتصام قاموا به امام منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري لمطالبته باصدار مشروع قانون بهذا الخصوص، “وقد التقينا بري ووعدنا، ولكن حصلت مماطلة لمدة شهرين ما استدعى اعتصامنا امام مجلس النواب وقررنا اقتحامه ان لم يأتنا الجواب خلال نصف ساعة، عندها أوفد الرئيس بري الوزير علي حسن خليل الذي ابلغنا انه سيتم خلال جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية، اي بعد يومين من اعتصامنا، اقرار قانون مساواة شهداء الانفجار بشهداء الجيش. وقد تبنت كتلة “التنمية والتحرير” الموضوع وتم اقراره فعلا”.

وأشار حطيط الى “الغبن الذي تعرض له جرحى الانفجار الذين حصلوا فقط على الضمان الصحي”، وقال: “هناك من فقد عينه او احد الاطراف، لكنه لم يحصل على اي تعويض. ونحن ما زلنا نتابع الموضوع حتى نتمكن من استحصاله هؤلاء على حقوقهم”.

وتابع: “كما نفذنا عددا من الاعتصامات لدعم قاضي التحقيق فادي صوان الذي كان يتابع القضية، واعتصمنا امام منزله لثنيه عن التنحي. وبعد تنحيه قمنا باعتصام مفصلي، ولاول مرة حرقنا الاطارات المطاطلية وقطعنا الطريق امام قصر العدل وهددنا بعدم ترك الشارع اذا لم يعين قاض اخر. التقينا رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود ووزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال ماري كلود نجم، ووعدانا بتعيين قاض جديد. وفعلا تم تعيين القاضي طارق بيطار في اليوم التالي، وهذا من حظنا”.

وحمل حطيط “منظومة الفساد مسؤولية انفجار المرفأ”، متمنيا “ان تظهر الحقيقة قريبا”. وقال: “اننا نتابع حيثيات القضية عبر نقابة المحامين ووكلائنا في القضية ومع القاضي بيطار في ما أمكن ان يبلغنا به”.

ولفت الى اخبار كاذبة يتم تداولها عن القضية، منتقدا عمل النيابة العامة التمييزية “الغائبة عن دورها في ملف التحقيق، والتي من المفترض ان تكون الى جانب اهالي الضحايا”، مؤكدا انها “لم تقم بتحقيق ميداني على المرفأ”.

واكد “التنسيق الكامل والدائم بين لجنة عوائل الشهداء وفوج الاطفاء والمهندس بول نجار”، وقال: “قد يحصل اختلاف في وجهات النظر كالموقف من المحكمة الدولية، لكن ليس هناك اي اختلاف حول الهدف وهو معرفة الحقيقة والعدالة لتحصيل حقوق شهدائنا”.

وعن موضوع الحصانات، قال حطيط: “انه أمر سخيف ومخز أمام حجم الجريمة الفظيع، خسارة ارواح اكثر من مائتي شهيد و اكثر من 6000 جريح”، منتقدا النواب الذين وقعوا على لائحة عدم رفع الحصانات، مؤكدا “ان الجريمة لن تمر، فهذه القضية ليست كباقي القضايا وحجمها اكبر من ان تنسى او تطمر. الضحايا من كل الطوائف وكل المناطق و لن يستطيعوا تسييس القضية. الدم جمعنا ولم تعد قضيتنا قضية شهدائنا وضحايانا فقط، بل اصبحت قضية وطن بكل معنى الكلمة”.

وختم: “نحن ذاهبون الى النهاية، ومن خلال قضيتنا سنصل الى التغيير الحقيقي. التحركات المقبلة ستكون مفاجئة، ولن تكون سلمية بعد الآن”.

والدة الشهيد قعدان
من جهتها، اعتبرت هيام البقاعي، والدة الشهيد أحمد قعدان، يوم 4 اب يوما مشؤوما وأسود”، وقالت: “ابني درس ادارة الاعمال وكان يعمل في شركة، وبسبب الازمة الاقتصادية ترك العمل واضطر الى استئجار “لوحة اجرة” وضعها على سيارته. يوم الانفجار ذهب الى البقاع لنقل ركاب واتصلت به عند الساعة الرابعة وقال لي “الحمد لله، الله رزقني سأعود من البقاع الى البيت”. لحظة الانفجار انتابني شعور غريب، قلبي طار من محله مع انني أعرف ان ابني في البقاع. حاولت الاتصال به و لم يرد، وبعد عدة محاولات رد على اتصالي صديقه وقال لي نحن في الجميزة وقد اصيب احمد. هرعت كالمجنونة الى شارع الجميزة لأبحث عن ابني بين الردم و الحجارة، ثم وجدت سيارته مطمورة بحائط احدى البنايات في المنطقة، لكن ابني غير موجود فيها. قالوا لي انهم نقلوه الى مستشفى الوردية حيث رأيته على لوح خشبي مضرج بدمه. اقتربت منه وحضنته، قالوا لنا في المستشفى ان وضعه سيئ ويجب ان ننقله الى مستشفى اخر. لم يكن سهلا ان نجد سيارة، الى ان نقلناه الى مستشفى مار يوسف. أدخلوه غرفة العمليات عند الساعة 9,30 مساء وأجروا له عملية في رأسه لكنه توفي”.

وقالت: “منذ وقوع الانفجار ونحن في رحلة العذاب والقهر والحزن، نركض في الشوارع ونتظاهر للمطالبة بالحقيقة، نتهم الدولة بالتقصير وبالاشتراك في الجريمة. تظاهرنا امام منزل القاضي صوان وامام منزل وزير الداخلية محمد فهمي وتعرضنا للضرب وكسروا صورة ابني الشهيد. طالبنا برفع الحصانات واعدام كل من تثبت ادانته. نطالب بالعدالة وبحق اولادنا. لن نسامحهم ولن ننسى. ابني انسان محبوب، حنون، محترم، مهذب، كان يساعد الناس فكيف انساه او اسامح من حرمني منه”.

خطيب سحر
جيلبير القرعان خطيب “عروسة شهداء فوج الاطفاء” سحر فارس، قال لـ”الوطنية”: “كنت اتحدث مع خطيبتي لحظة وقوع الانفجار (video call)، عشت معها الرعب الذي عاشته. هذه الصورة لا تغادر مخيلتي وهي سبب تعاستي وكآبتي، لاني رأيت سحر لاول مرة بهذا الخوف والرعب، ولا اتمنى لاحد هذا الكأس الا للذين كانوا السبب بهذه الفاجعة، واتمنى ان يحصل لاولادهم كما حصل لسحر، التي بدلا من ان اراها بفستان العرس رأيتها في تابوت ابيض”.

اضاف: “اذا لم تأخذ عدالة الارض حق الشهداء فهناك عدالة السماء، والويل لهم من عدالة السماء. بعد سنة على الانفجار، الحزن يكبر والغصة تزداد، ونحن اعطينا وعدا لشهداء فوج الاطفاء باننا لن نكل ولن نمل حتى معرفة الحقيقة والاقتصاص من المذنب لترتاح ارواح الشهداء. ولسحر اقول، انت ترين كل شيئ وتعرفين كم اشتقت اليك و كم انا بحاجة لك. اشتقت لعاطفتك وحنانك وضحكتك، فانت كنت السند والجبل وكل شيئ بالنسبة لي”.

وليم نون
وليم نون شقيق شهيد فوج الاطفاء جو نون، قال: “شقيقي الشهيد بقي مختفيا لمدة 9 ايام بعد حدوث الانفجار، كان عنصرا في فوج الاطفاء واتجه الى مكان اندلاع النيران في العنبر رقم 12 فور تبلغه نبأ الحريق”.

اضاف: “أكثر ما يشعرني بالقهر، كأحد اهالي شهداء انفجار المرفأ، هو محاولة البعض التهرب من القضاء. نحن نحاول جميعا كسر هذا الامر. فمن حق اهالي الشهداء معرفة من قتل ابناءهم، وهو امر يجب على الدولة ان تهتم به اكثر منا، ولدينا اصرار كبير للوصول الى نتيجة في هذا الملف”.

واكد ان “نشاطنا سيستمر كما هو عليه، حتى لو دام سنوات، الى ان نصل الى نتيجة. شهداؤنا استشهدوا من اجلنا ومن اجل هذا البلد، وكل الاهالي متفقون على قضية واحدة وهم بانتظار نتيجة التحقيق. كلنا أمل بالقاضي طارق بيطار الذي هو انسان نظيف ويعمل بالطريقة الصحيحة”.

واعلن انه “في 4 آب ستكون لنا تحركات في الشارع وقداس وصلاة وتظاهرات للمطالبة برفع الحصانات ودعم القاضي بيطار”.
lebanon24

مقالات ذات صلة