عرب وعالم

أزمة مياه تتسبب في أوضاع كارثية بالشرق الأوسط.. ماذا عن لبنان؟

المقولة المأثورة إن حروب المستقبل ستُخاض حول المياه وليس النفط، تبدو حقيقة مرعبة عاما بعد آخر، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعد من المناطق الأكثر تأثرا بأزمة المناخ العالمية.

ووفقاً لصحيفة “إندنبدنت” البريطانية، فإنّ المياه أصبحت موردًا نادرًا على نحو مثير للقلق خلال العام الجاري على وجه الخصوص، حيث أدت الحروب والبنية التحتية المتداعية والانهيار الاقتصادي الذي لم يسبق له مثيل إلى اضطرابات في قطاع الطاقة، مما أدى إلى نتائج كارثية، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

وأبرزت مراسلة الصحيفة بيل ترو أن مسألة المياه أشعلت اضطرابات في دول عديدة، من السودان وحتى إيران، كما أثارت صراعا بين دول متجاورة، ومن المرجح أن يستفحل الأمر مع استمرار الأوضاع الصعبة التي تعيشها بعض دول المنطقة وحلول فصل الصيف.
وأكدت ترو أن قضية المياه أصبحت أكثر إلحاحا في ظل تفشي جائحة كورونا والتقلبات التي تشهدها معظم مناطق العالم بسبب تغير المناخ؛ الأمر الذي يجعل عدم تمكن الناس من الحصول على المياه الصالحة للشرب عائقا أمام جهود وقف انتشار الوباء.

لبنان
وقالت الكاتبة إنه قد يكون من المستغرب أن لبنان -الذي يقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، والغني بالغابات والجبال والبحيرات- بات ضمن الدول التي تعاني من أزمة في المياه.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الجمعة من أن شبكة إمدادات المياه في لبنان على وشك الانهيار الكامل.

وأفاد مقال الصحيفة بأن 4 ملايين شخص -من بينهم مليون لاجئ- قد لا يتمكنون من الحصول على المياه الصالحة للشرب في غضون الأسابيع القليلة المقبلة؛ نظرا لأن عملية ضخ المياه ستتوقف بشكل تدريجي في جميع أنحاء البلاد.

وحسب البنك الدولي، فإن لبنان يواجه -إلى جانب أزمة المياه- انهيارا اقتصاديا يعدّ الأسوأ في العالم خلال 150 عاما الماضية.

وذكرت الكاتبة أن الدولة في لبنان مفلس للحد الذي لم يعد معه قادراً على تزويد أجزاء كبيرة من البلاد بالطاقة الكهربائية، حتى أولئك الذين يستطيعون الدفع مقابل الوصول إلى المولدات الخاصة لم يتبقّ لديهم سوى القليل من الطاقة بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم للتشغيل.

إيران
وأشار مقال إندبندنت إلى الاضطرابات التي شهدتها إيران مؤخرا بسبب أزمة نقص المياه في البلاد، ونقل عن منظمة العفو الدولية القول إنها تحققت من لقطات تثبت مقتل 8 متظاهرين نتيجة قمع السلطات الإيرانية الاحتجاجات الشعبية على النقص الحاد في المياه في جنوب غربي البلاد.

وقالت ترو إن الإيرانيين خرجوا إلى الشوارع في عشرات البلدات بسبب الجفاف المتصاعد، ويقول أنصار البيئة إن الدولة فشلت في مواجهته، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 50 درجة في بعض الأحيان.

العراق
وأشارت ترو إلى أن نقص المياه دفع الناس في العراق إلى تنظيم احتجاجات، لا سيما في جنوبي البلاد، حيث يستمر جفاف أهوار العراق التاريخية، كما تسبب نقص المياه في إثارة خلافات متكررة بين إيران والعراق.

ويعتمد العراق على نهري دجلة والفرات في الحصول على احتياجاته المائية، لكن إيران تبني سدودًا لإعادة توجيه جزء من تلك المياه إلى أراضيها، مما تسبب في نقص كبير في المياه في بلاد الرافدين.

وأشارت الكاتبة إلى ظهور خلافات مماثلة بين العراق وتركيا بشأن الأنهار مؤخرا.

سوريا
وفي سوريا، حذرت منظمة الأمم المتحدة -حسب الكاتبة- من موجات جفاف شديدة؛ نظرا لأن مستويات المياه آخذة في الانخفاض بسبب تراجع مستوى المياه في نهر الفرات. وبسبب مشكلة المياه تحتل سوريا الآن -التي تطحنها حرب- المرتبة السابعة على مؤشر المخاطر العالمي للدول الأكثر عرضة للكوارث الإنسانية أو الطبيعية، الذي يضم 191 دولة.

وخلصت الكاتبة إلى أن الحل الأمثل لمواجهة هذا الكابوس هو إيجاد حلول تسهم في التخفيف من التأثير السلبي لأزمة المناخ وحل النزاعات ووضع حد للفساد المستشري في بعض بلدان المنطقة.

مقالات ذات صلة