هل تتأثر عملية ردّ “حزب الله” بالاتفاق على اطار لمفاوضات الترسيم؟
أعلن الرئيس نبيه بري الاتفاق على الاطار النهائي لعملية التفاوض من اجل ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وبعد اعلانه هذا زادت التحليلات والقراءات حول توقيت هذا الاتفاق وما اذا كان له تبعات سياسية، او مؤشرات مرتبطة بالوضع السياسي القائم.
ووفق مصادر مطلعة فإن المفاوضات التي دامت وطالت لسنوات طويلة بين بري والاميركيين توصلت الى حلول شبه نهائية قبل أشهر وكانت نقاط بسيطة عالقة تم حلها في الايام الماضية، وهذا ينفي ان يكون التوقيت الحالي له دلالات كبرى، خصوصا تلك التي رُبطت بالمبادرة الفرنسية.
وترى المصادر ان الحديث عن تهدئة في الجبهة الجنوبية ربطا بالإتفاق على اطار المفاوضات ايضاً فيه مبالغة. فالهدوء على هذه الجبهة موجود منذ حرب تموز، وكل ما في الامر ان التوترات تحصل في اطار تثبيت معادلات الردع، وليس في اطار اعادة فتح جبهة شاملة.
وتعتبر المصادر ان “حزب الله” لا يزال يعمل خارج اطار حسابات الدولة اللبنانية بالرغم من زيادة انخراطه فيها، وهذا يعني اولا ان رده على سقوط احد عناصره في سوريا لا يزال قائما، وهو ليس مرتبطاً بمفاوضات ترسيم الحدود.
وتشير المصادر الى ان الحزب ينظر الى المطالب او الشروط الاميركية في الساحة اللبنانية بإعتبارها مؤلفة من شقين، شق مرتبط ب”حزب الله” كالصواريخ الدقيقة والتواجد الاقليمي، والحضور السياسي داخل الدولة، وشق ثان مرتبط بالدولة اللبنانية، اي عملية ترسيم الحدود.
وتضيف المصادر ان “حزب الله” يعتمد استراتيجية منذ ٢٥ ايار العام ٢٠٠٠ وهي الالتزام بترسيم الحدود الذي تقبل به الدولة اللبنانية، وعلى اساسه يرسم معادلاته العسكرية والامنية ضد اسرائيل وهذا ما اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اكثر من خطاب.
وترى المصادر ان اطار التفاوض الذي تم الاتفاق عليه ليس سوى خطوة اولى في اطار استعادة حقوق لبنان النفطية، لكن هذا لن يكون مرتبطا لا بدور المقاومة، ولا بحراكها ولا بهامش مناوراتها، ولعل الاسابيع المقبلة ستكون كفيلة بإثبات هذا الامر”.