“ظروف لا يمكن تخيلها”.. المحاصرون في ماريوبول يتحدثون عن “الجحيم الحقيقي”!
بدأ المدنيون الأوكرانيون، الذين كانوا محاصرين منذ أسابيع تحت أنقاض مدينة ماريوبول والبلدات التي تحتلها القوات الروسية بالوصول إلى مركز معالجة في زابوريزهزهيا، وهي مدينة يسيطر عليها الأوكرانيون في جنوب شرق البلاد.
ويروي عشرات من الواصلين ظروفا رهيبة سواء للحياة تحت القصف، أو الرحلات المؤلمة التي خاضوها للوصول إلى المناطق الأوكرانية.
وتكلم عدد من الواصلين لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، التي ينتشر مراسلوها في المدن الأوكرانية.
وتقول الصحيفة إن من بين الذين وصلوا مؤخرا قافلة من نحو 150 مدنيا أمضوا الأسابيع الأخيرة في مصنع أزوفستال المحاصر في ماريوبول، حيث لا يزال هناك جنود أوكرانيون صامدون.
وقال بعضهم للصحيفة إن “الظروف التي مروا بها لا يمكن تخيلها”.
وقال آخرون إنهم عاشوا على المعكرونة والخبز لأسابيع، وهم يختبؤون في غرف تحت الأرض بالعشرات.
ونقلت الصحيفة عن امرأة تقترب من عامها الستين من العمر قولها “بدأ الجحيم الحقيقي في 7 نيسان، عندما شعرنا في كل ثانية بقنابل جديدة تهز أسس مخبئنا”.
وسافر الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مصنع آزوفستال لمدة يومين عبر الأراضي التي تحتلها روسيا في حافلات تشرف عليها الأمم المتحدة والصليب الأحمر، اللذان يحاولان التوسط في ممر آمن للخروج من ماريوبول للمدنيين المتبقين.
ولم يمض وقت طويل على تأكيد المسؤولين الأوكرانيين أن الحافلات غادرت الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، حتى أعلنت وزارة الدفاع الروسية استئناف قصفها المتواصل لمصنع الصلب بهدف طرد المقاتلين الأوكرانيين، الذين اتهمتهم موسكو بخرق وقف إطلاق النار المتفق عليه.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن القوات الروسية هي التي تعرقل وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن القافلة القادمة من ماريوبول أوقفت في طريقها إلى زابوريزهزهيا مساء الاثنين في معسكر “فلترة” روسي في بلدة مانهوش.
وقال مدنيون تمكنوا من عبور مانهوش إلى زابوريزهزهيا في الأسابيع الأخيرة إن القوات الروسية في مثل هذه المعسكرات تفحص هواتف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بحثا عن أدلة على أي صلة بالجيش الأوكراني أو على جهود لتمرير معلومات إلى القوات الأوكرانية.
وأفاد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم أن خط السيارات في مانهوش طويل جدا لدرجة أن الكثيرين يختارون العودة إلى ماريوبول بدلا من الانتظار أياما للسماح لهم بالمرور.
وقال واصلون إن من بقي في المصنع لديهم إمدادات تكفي لأقل من أسبوع من الطعام.
وقالوا للصحيفة إنه يطلب من الذكور الذين تم إجلاؤهم خلع جميع الملابس باستثناء ملابسهم الداخلية وسراويلهم، التي ينزلها الجنود الروس حتى الركبة، للتحقق من احتمال وجود وشم يوحي بمشاعر مؤيدة لأوكرانيا.
وبقي نحو 900 مدني وعدد غير معروف من الجنود الأوكرانيين في مجمع الصلب في ماريوبول، آخر نقطة تسيطر عليها أوكرانيا في المدينة.
وقتل تسعة مدنيين على الأقل في قصف روسي في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، الثلاثاء، حسبما قال حاكم الإقليم بافلو كيريلينكو.
وقال خبراء عسكريون، وفقا للصحيفة، إن الهجوم الروسي للسيطرة على مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا توقف إلى حد كبير وسط مقاومة أوكرانية شرسة وخسائر روسية فادحة. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، الثلاثاء إن روسيا تكبدت 23200 قتيل في المعارك منذ بدء الغزو في 24 شباط.
وقالت روسيا في 25 آذار إن 1351 جنديا قتلوا. ولم تصدر حصيلة القتلى منذ ذلك الحين.
المصدر: الحرة