صراع روسيا مع الغرب يتوالى.. جبهة جديدة بجزر متنازع عليها منذ الحرب العالمية الثانية!
كتبت “سكاي نيوز”:
فيما تتوالى فصول الصراع الروسي الغربي في شرق أوروبا على وقع الأزمة الأوكرانية، تتصاعد نذر مواجهة جديدة بين الطرفين في منطقة شرق آسيا هذه المرة.
ويعود ذلك إلى التوتر المتزايد بين روسيا واليابان، وخصوصا مع إجراء موسكو مناورات عسكرية في جزر الكوريل المتنازع عليها بين البلدين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد تعليق روسيا محادثات سلام مع اليابان بسبب العقوبات التي فرضتها طوكيو عليها بعد بدء الحرب في أوكرانيا.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، أن أكثر من ألف عسكري من المنطقة العسكرية الشرقية يجرون حاليا تدريبات في جزر الكوريل بإطلاق قذائف مدفعية وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات.
وقالت الوزارة في بيان: “شارك أكثر من ألف جندي من قوات الدفاع الجوي، ونحو 200 وحدة من المعدات العسكرية في التدريبات القتالية في جزر الكوريل”.
وأضافت: “تقوم القوات الروسية أثناء المناورات بتدريبات على القتال في ظروف استخدام وسائل الحرب الإلكترونية، واستعمال (العدو) لأسلحة الدمار الشامل، وكذلك صد هجوم بطائرات بدون طيار”.
ووفق مراقبين فإن اللافت والمقلق في هذه المناورات الروسية في جزر الكوريل المتنازع عليها مع اليابان، هو الإشارة ضمن بيان الدفاع الروسية، إلى أنها تتضمن محاكاة قتالية لمواجهة ظروف استخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل العدو، معتبرين ذلك علامة على أن روسيا تحتاط لوقوع أسوأ السيناريوهات وأكثرها كارثية.
وللإحاطة بدلالات ما يحدث في جزر الكوريل، وتداعياتها على الخلاف الروسي الياباني المحتدم على وقع الأزمة الأوكرانية، قال مهند العزاوي، رئيس مركز صقر للدراسات، في مقابلة مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “رغم أن العقوبات المفروضة من قبل اليابان على روسيا، لا تشكل سوى نحو 10 في المئة من حجم العقوبات المفروضة عليها من قبل الدول الغربية على خلفية حربها في أوكرانيا، لكن موسكو تعتبر ذلك موقفا معاديا من طوكيو لا تتقبله روسيا، كدولة كبرى توازي الولايات المتحدة الأميركية كقطب عالمي”.
وأوضح العزاوي أن “هذه المناورات العسكرية المتعاقبة هي جزء من استعراض العضلات والقوة الروسية في مجالها الحيوي التقليدي”.
وتابع الخبير العسكري الاستراتيجي: “دخلت كوريا الشمالية على خط المواجهة الروسية الأطلسية، متموضعة استراتيجيا مع موسكو، وقد تلحق بها كذلك الصين رغم اعتمادها لحد الآن سياسة الموازنة في موقفها من الأزمة الأوكرانية، وهكذا ترتسم ملامح تحالف استراتيجي أوراسي بين موسكو وبكين وبيونغيانغ، وهذه المناورات هي محاكاة استراتيجية تشير إلى أن الروس وحلفائهم في الصين وكوريا الشمالية، قادرون على ردع أي محاولة لمزاحمتهم في مجالهم الحيوي وحدائقهم الخلفية في شرق آسيا وجنوبها وفي عموم منطقة المحيطين الهادئ والهندي ولا سيما من قبل واشنطن عبر حليفتيها الآسيويتين، اليابان وكوريا الجنوبية”.
من جانبها، قالت الباحثة في العلاقات الدولي لانا بدفان، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “العلاقات كانت متوترة دوما بين اليابان وروسيا لكن في عهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، شهدت تلك العلاقات تطورا نسبيا ملحوظا، بيد أن انضمام اليابان لسياسة فرض العقوبات على روسيا إثر الأزمة الأوكرانية، تسبب في تدهور خطير في العلاقات وصل لحد وقف موسكو محادثات السلام مع طوكيو قبل أيام”.
وأشارت الباحثة في العلاقات الدولية إلى أن :”الرسالة الروسية من هذه المناورات العسكرية على مرمى حجر من اليابان، هي أن موسكو قادرة على التحرك في مختلف فضاءاتها الحيوية الاستراتيجية المترامية من شرق أوروبا لشرق آسيا، وأنها حريصة على حماية مناطق نفوذها في وجه التهديدات الأطلسية، وإثبات تفوقها وقدراتها الرادعة والهجومية معا، وهو ما لن يقابل باستعراضات عسكرية يابانية مماثلة، نظرا إلى الهوة الواسعة بين القدرات العسكرية لكلا البلدين، لكن طوكيو ستعمل على الأرجح على الرد سياسيا واقتصاديا عبر تشديد عقوباتها المالية والتجارية”.
جدير بالذكر أن النزاع حول جزر الكوريل الممتد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قد حال دون توصل طوكيو وموسكو لمعاهدة سلام، حيث تقول روسيا إن الجزر جزء من سلسلة الكوريل، في حين تعتبرها اليابان أقاليمها الشمالية.
المصدر: سكاي نيوز