قراءةٌ في أبعاد زيارة الجميّل الى طرابلس
ليبانون ديبايت” – بيار ساروفيم
قد تعتبر زيارة سامي الجميّل الى طرابلس زيارة عادية لو أن الظروف التي يمر بها لبنان بالأصل عادية. زيارة الى منطقة لبنانية بلا مرافقين وتغطية إعلامية لها مدلولات مختلفة.
في الشكل تبدو الزيارة استثنائية حيث يزور رئيس حزب سياسي لا حضور قوي له في عاصمة لبنان الثانية ترافقه زوجته حاملا طفلته الصغيرة على كتفيه، يتجول في أزقة الأسواق الشعبية.
أما في المضمون للزيارة دلالاتٌ عميقةٌ في زمن شدّ العصبيات المذهبية والطائفية والمناطقية، في زمن التخوين واتهامات العمالة الجاهزة دائما، يعبر سامي الجميّل إلى طرابلس بزيارة عفوية غير سياسية يهز بموجبها عروش زعامات تربعت على تمثيل المدينة لعقود وهي أعجز اليوم من عقد مؤتمر صحافي فيها أو التجول في شوارعها.
يقال واثق النفس يمشي ملكاً، منسجماً مع نفسه ومع خطابه السياسي سار في تكل الازقة فانهالت عليه صرخات الترحيب والمديح والثناء. كأحد أبنائها استقبله الطرابلسيون وهو كذلك، همهم همه، وجعهم وجعه ثورتهم ثورته، الفرق بينه وبينهم ربما كان المقعد النيابي الذي استقال منه منذ فترة لشعوره أن لا قيمة له بين من يريد الحياة ويمتهن الموت.
لا يفرّق بينه وبينهم شيء بل يجمعه معهم العزم كل العزم على التخلص من المنظومة الحاكمة، بعيداً عن الضوضاء الإعلامي سار بينهم فسارت الشائعات ممن لفظهم الشارع وانهالت التحاليل لحرف مضمون الزيارة عن مسارها. هل يجرؤ اي من اركان المنظومة الحاكمة ان يسير على الارصفة المحيطة بمنزله؟ رفع الجميع شعار “طرابلس عروس الثورة” كما رفعوا شعار “كلن يعني كلن”، الجميّل في زيارته زاوج بين الشعارين وبرهن للجميع ان مشروعه لبناني عابر للطوائف والمناطق والاصطفافات المذهبية.
lebanon debate